وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الإسلامي الذين كانوا يبحثون عما يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يمزّق، تحت ظلال قوله تعالى:(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). وفي التاريخ الحديث للأمة بدأت جهود الوحدة والجماعة التي تطالب الأمة بنبذ الخلاف والتأكيد على الجوانب التي تجمع الكلمة ولا تفرق الصف، وتصدى لقيادة حركة الوحدة والجماعة أئمة كبار من أبرزهم جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، الشيخ البروجردي، محمد إقبال، العلامة القمي، مالك بن نبي، محمود شلتوت وغيرهم من رواد الوحدة والجماعة، وكانوا على اختلاف أوطانهم وثقافاتهم تجمعهم رغبة عارمة في الدعوة إلى الكلمة السواء، وأدركوا أن تحقيق الوحدة والجماعة يتطلب إرادة نقية وصافية، ولا يشترط له التخلي عن التراث الفقهي، وذوبان المذهب في المذهب، وكانت الفكرة الجامعة لجهاد هؤلاء الأئمة هي أن بإمكاننا أن نحقق الوحدة الإسلامية في الإطار التربوي والفقهي عن طريق القاعدة الذهبية: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. وهكذا يمكننا رسم ملامح إسلوبين للوحدة: الأول: ثوري شمولي يطالب بإلغاء الآخر، ودعوة الأقلية ليذوبوا في الأكثرية ويتخلوا عن فقه أئمتهم استجابة للوحدة الإسلامية. والثاني: تسامحي إصلاحي يقر بحق الاختلاف، ويرى أن الوحدة لا تشترط التطابق في الفكر والرأي، بل يمكن تحقيقها عن طريق التسامح والاعذار. ولاشك أننا نختار الإسلوب الثاني ولولاه لما اجتمعنا هنا في هذا المؤتمر، فالمنطق الذي يطالب بإلغاء الآخر منهج استبدادي لا يؤمن بحرية الإنسان، ولن يتم تحقيقه إلاّ بعنف غير قليل، ناهيك عما يتطلبه من ضياع تراث الأمة وتاريخها