وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

1 ـ حقل الرؤية شكلت مسألة العلاقة بالغرب([257]) إحدى أبرز المعضلات / التحديات الموضوعية التي شغلت الحركات الإسلامية المعاصرة والحديثة. وبالرغم من الانجازات الكبرى التي حققتها حالة الاستنهاض النسبي في بلدان العالم الإسلامي كافة، وخصوصاً ما ظهر منها بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فإن تلك المسألة الحافلة بالإشكاليات ما انفكت عقدة مستحكمة تحول دون تشكل علاقات مستقرة ومتوازنة ومتفق عليها بين الشعوب والدول الإسلامية وبين الغرب عموماً. والواقع أن مسؤولية الاضطراب التاريخي في تلك العلاقات لا تقع على الغرب وحده كما لا يزال البعض يصرّ على التوهم، بل تقع أيضاً على المسلمين أنفسهم أحياناً، وإن بنسبة أقل. أما رصيد الغرب من تلك المسؤولية فهو أكثر بروزاً في الجانب الموضوعي تبعاً للخلل التاريخي في معادلات النظام الدولي في الأزمنة المتأخرة لمصلحة القوى الاستعمارية والإمبريالية الغربية وسعيها المستمر إلى ترسيخ عوامل ومفاعيل تجزئة العالم الإسلامي ونهب ثرواته والهيمنة على مقدراته وإرادة شعوبه واستتباعه سياسياً واقتصاديا وثقافياً وعسكرياً لمشروعها الحضاري وصيغ الحياة المادية وقيمها ومثلها العليا التي تهدف تلك القوى الطاغوتية إلى فرضها واستلاب الأمة من خلالها وممارسة كل صنوف الاستكبار عليها. أما حصة المسلمين من تلك المسؤولية فتشمل، فيما تشمل، الجانب الذاتي بشكل أساسي، وذلك واضح في الوعي أو التبسيطي أو(الشعوبي) بالغرب لدى الأكثري منهم، بحيث لا يرى الغرب إلاّ عالماً واحداً للكفر والفسوق والسقوط الاجتماعي والأخلاقي والتحالف الاستراتيجي مع العدو الصهيوني