وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يرفع الإعلان: إن هزيمة العولمة آتية لا ريب فيها، لأنها قامت على عكس الفطرة واعتمدت العنف. وأنها آئلة إلى ما آلت إليه سابقاتها من الحضارات. نعم إن للقوة المادية، التي تقوم عليها والتي تطورت إلى حد بعيد، صولة وهيجانا، ودويا صاخبا، وهجمة شرسة على مكاسب العالم من المعرفة، ومما أودعه الله فيه من خيرات، ولكن تآكلها من ذاتها بما تزرعه كل يوم في داخل كيانها من قوى الفساد سينخرها نخرا تتهاوى به كالجليد عد ما تذيبه إشراقة وقوة أشعة الشمس. والشمس الساطعة ليست إلاّ الإسلام الدين الذي يقوم على الفضيلة، ويقرر أن العزة الحق ليس لها طريق واحد هو صراطه المستقيم(قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما)([173])(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)([174]). ولكن واقع العالم الإسلامي شيء آخر، كأن المسلمين مُغرون بترك دينهم ظهريا، كأن أوامر القرآن نواهي، ونواهيه أوامر في الواقع العملي. يعرف القرآن المؤمنين أنهم يتحملون مسؤولية عمران الكون. قال تعالى:(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)([175]) طلب منا أن نعمر الكون، وليست عمارة الكون بالتناسل والكثرة العددية. فتكاثر الحشرات أسرع وأقوى من التكاثر البشري، ولكن عمارة الكون مرتبطة بالعلم الذي يفتح للإنسان الاطلاع على سنن الله في الكون وقوانينه في الخليقة. وكلما فتح بابا مكنه من أمرين معاً: 1) اكتشافه لحكمة من حكم الله في الخليقة فيزيد إيمانه إشراقاً. 2) تمكنه من تطويع ذلك ليحكم تعميره لما استخلف فيه. وهي سلسلة لانهاية لها كما سبق أن بيناه في مباني العلم في الإسلام. ولكن العالم الإسلامي ظهر في القرون الأخيرة بمظهر العاجز عن التحكم في أسرار الكون وتطويعها كما طلب الله منه. هو الجهل المرتبط بالتقليد. حظ المسلمين من العلوم الكونية هو التقليد لا الإبداع والاختراع. فمثلاً مهرة الأطباء عندنا هم الذين يطبقون ما