التجديد والقوة كما في قوله جل وعلا: (وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم)([1]) واما أن يتسنم صهوة الأمر المتحمسون الذين لا يميزون بين ثابت الشريعة ومتغيرها، ويلجونه بلا فهم يقيهم مزلة الاقدام، فيفتون بغير علم فَيَضِلون ويُضِلون، ويفسدون من حيث يظنون انهم يصلحون، واما ان تكون العاقبة الجمود القاتل الذي يؤدي في المقابل إلى نشاط الحركة العلمانية، كما وقع للنصارى، عندما انزلت الكنيسة العقوبة الصارمة بمن فتح عينيه ليبصر الحقيقة، فهجرها الناس لذلك، وهذا دفع الكثيرين إلى تصور ان الدين لا دراية له بسياسة الحياة، وان لم يمكننا سد منافذ الفتنة قبل وقوعها فلا اقل من تخفيف وطأتها قبل ازدياد استفحالها، لان كل المحذورات السابقة واقع نشاهده بأم اعيننا. وقد تعرضت في هذا البحث لأهمية الاجتهاد، وعرجت من بعده لحقيقته المنشودة، وبعدها ذكرت المشجعات عليه، وإثره بينت علاقة الاجتهاد بالتجديد وخصائص الطرح الإسلامي المطلوب والرابط بينه وبين الاجتهاد. أهمية الاجتهاد تعبد الله المسلمين بالعض بالنواجذ على كتابه وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم): (وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسولهُ أمراً أن يكون لهمُ الخِيَرَةُ من أمرهم ومن يعصِ الله ورسولهُ، فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً)([2]) ويقول جل شأنه: (يا أيها الذيـن آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولِي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوهُ إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسنُ تأويلاً)([3]) وبين عاقبة الطاعة حين قال في خاتمة الآية: (ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً). ولا تكون الطاعة لله خالصة إلا بالاحتكام إلى كتابه وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو علامة الايمان وبرهانه الساطع (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)([4]) وذلك لا يتصور إلا بمعرفة الدلائل وسبر اغوارها وهي حقيقة الاجتهاد، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ويعفى من ذلك من لا طاقة له عليه لفقدان