(إذا أردنا أن نرتفع بمستوى دراستنا إلى مصاف الدّراسات الدّقيقة فلابدّ أنْ نأخذ أنفسنا بمناهج البحث العلمي...). وهكذا تراه (قدس سره) يطوّع الاسلوب والكلمة وفقاً لما يتناغم مع طبيعة الموضوع ومتطلبات الموقف معتمداً على اسلوب علمي يرتكز على المناهج العلمية الحديثة في البحث. وتلمس التجديد في إسلوبه وتطويعه وتكييفه لطريقة عرض أفكاره وفتاواه أيضاً في رسالته العملية حيث يعتمد أسلوباً مبسطاً عصرياً في كتابته مكسراً فيه طوقاً قديماً متمثلا بمصطلحات فقهية وأصولية اعتادت صفحات الرّسائل العملية على احتضانها بين سطورها إضافة إلى ادراجه أمثلة عصرية حيّة نابعة من واقع حياتنا المعاصرة هاجراً أمثلةً قديمة مازالت الرّسائل العملية تعتمدها كمثال توضيحي، كمثال المكاري وغيره. ومن ثمرات التجديد في الاسلوب بتكييفه باتجاه القواعد الّتي يرسى عليها موضوع العلم انه أنقذ علم الأُصول من بحوث الجامد والمشتق والّتي تخرجه عن دوره المتمثل بكونه علماً آلياً لا يقصد بذاته وفي مقابل ذلك اتبع أسلوب ذكر الثمرات العملية لبحوث قد تبدو لأول وهلة إنها لا تدخل في صلب موضوع علم الأُصول كقاعدة استحالة التكليف بغير المقدور وغيرها. 3 - من ملامح التجديد في الاسلوب هي استخدامه (قدس سره) الاسلوب الأدبي لتذويب بعض النظريات الفلسفية الّتي لا تخلو من إبهام في الألفاظ وتعقيد في المعنى ووعورة في الاستدلال فكم من فيلسوف كبلت موهبته الفلسفية آفاق فكره فتجده بوعورة أسلوبه يفقد الاستدلال بريق بساطته ووضوحه بينما ترى السيد الشهيد (قدس سره) يذوب تلك النظريات بأمثلة محسوسة فيلبس المعقول الفلسفي لباساً حسياً يدرك القارئ بواسطته أسرار تلك النظرية فتتضح معالمها في ذهنه بصورة جلية ومثال ذلك في شرحه لنظرية الامكان الوجودي للفيلسوف الإسلامي الشّهير (صدر الدّين الشّيرازي) الّذي حلل فيها مبدأ العلية، فقد صهر السّيد