وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العقل الإنساني بجميع طبقاته نستطيع أن نسميها الشّمولية ببعدها العمودي. فالشمولية في الاسلوب تمثلت عند الشّهيد (قدس سره) ببعديها الافقي والعمودي. 2 - تراه (قدس سره) يناقش كل علم بأدواته مستوحياً أمثلته من وقائع الحياة العصرية فكم من أديب طوقته موهبته الأدبية فأخفى نور الحقيقة العلمية بألفاظ مجنحة مما يجعل لون تلك الحقيقة باهتاً بفعل هالة إشعاع التصوير الأدبي المكثف في موقف يستلزم عليه استخدام أدوات البحث العلمي ومناهجه لابراز الحقيقة، بينما ترى السّيد الشّهيد (قدس سره) يكيف الاسلوب ويطوعه وفقاً لما تقتضيه طبيعة الموضوع، وقد تجلّى ذلك بوضوح في مناقشته لقضية فدك فتجده يصف باسلوب أدبي رقيق ذكريات الزّهراء (عليها السّلام) مع أبيها (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيقول: (ارتفعت الزّهراء بأجنحة من خيالها المطهر إلى آفاق حياتها الماضية ودنيا أبيها العظيم متألقةً بالنور تمد الزّهراء في كل حين بألوان من الشّعور والعاطفة والتوجيه وتشيع في نفسها ضروباً من البهجة والنعيم فهي وإنْ كانت قد تأخرت عن أبيها في حساب الزّمن أياماً أو شهورا ولكنها لم تنفصل عنه في حساب الرّوح والذّكرى لحظة واحدة). وبعد هذا الوصف الادبي الرّقيق والتصوير الفني الجذاب تراه يتخلى عن كل ذلك عندما يصل إلى موقف الخليفة الأول من الزّهراء عليها السّلام الّذي يتجلى بناحيتين الأولى تتمثل بموقفه من ميراثها ـ عليها السّلام ـ والناحية الثانية تتمثل بموقفه من ادعاء الصّديقة على كون فدك غلةٌ من أبيها رسول الله (صلى لله عليه وآله) فيتبع إسلوباً علمياً تحليلياً صرفاً لابراز الحقيقة في موقف يصعب فيه السّيطرة على العواطف الجياشة والّتي لا تجد سبيلا لها وأسلوباً يفجر ينابيعها ويوقد لهيبها إلا الاسلوب الأدبي ولكنَّ الخبير يعلم ان ذلك يؤدي إلى أن تجرف العاطفة بسيلها قارب الحقّ وتطفئ بنارها نور الحقيقة فترى السّيد الشّهيد (قدس سره) يترفع عن ذلك ويقول: