يدل الحديث على أن الجهل يولد الضلال والضياع، وأن الهداية لا تتحقق إلا بالعلم الذي يقوم على فهم الإسلام وتطبيقه في عالم الواقع، وهذا هو الاجتهاد والتجديد المطلوب شرعاً. 5ـ عن أنس قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يول : (من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد). ([27]) وجه الاستدلال بالحديث: قال ابن حجر العسقلاني: مقصود الباب الحث على تعلم العلم، فإنه لا يرفع إلا بقبض العلماء، وما دام من يتعلم العلم موجوداً لا يحصل الرفع. وقد تبين في هذا الحديث أن رفعه من علامات الساعة. ([28]) وهذا دليل على ضرورة الاجتهاد والتجديد؛ لمنع الجهل وعمارة الكون وفق شرع الله سبحانه وتعالى. 6ـ عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (يقبض العلم، ويظهر الجهل والفتن، ويكثر الهرج). قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ فقال: هكذا بيده فحرفها، كأنه يريد القتل. ([29]) وجه الاستدلال بالحديث: يدل الحديث على أن العلم من لوازم حياة المسلم وهو السبيل الوحيد لدفع الفتن عنه، والعلم يعني فهم الشريعة وفهم الواقع لربطه بمسلمات الشريعة وثوابتها، وهذا هو الاجتهاد والتجديد المطلوب شرعاً. 7ـ الإقرار: أقر حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبدأ الاجتهاد([30])، قولاً وعملاً؛ حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمعاذ عندما بعثه إلى اليمن، كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا في كتاب الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلوا([31])، فضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ، لما يرضي رسول الله([32]).