(323) اللبيب. وخلاصة القول: ان الحب بالمعينين المذكورين ضروري جداً ولا محيص عنه لذي عينين. حب أهل البيت (عليهم السلام) مسؤولية والتزام: لا شك ان الحب الذي اوجبته الشريعة المقدسة هو ذلك الحب الذي يعني بكل تأكيد هو الدين والمعرفة والطاعة وليس فقط العواطف العابرة والميولات القلبية وفي هذا السياق يشير الامام الصادق (عليه السلام)الى المعنى الذى اردنا تأكيده ويقول: «الدين هو الحب والحب هو الدين» والى ذلك يشير الامام الصادق أيضاً بقوله: «الحب فرع المعرفة» ويتضح من خلال هذا ان الحب انما يتفرع عن المعرفة والا كيف يصدق الحب بدون معرفة بل وكيف يحب الانسان ما يجهله. الحب الحقيقي لا يتجرد عن الاداء والفعل والامتثال وأي افتراق بين الحب والعمل بمقتضى هذا الحب سيؤدي الى اختلال في مفهوم الحب وانهيار عراه واسسه ويمكن ان نستكشف هذه الفكرة في قول الامام الباقر لجابر: «يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، أحسب الرجل ان يقول: أحب علياً واتولاّه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً؟ فلو قال: اني أحب رسول الله ـ فرسول الله خير من علي ـ ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً فاتقوا الله واعلموا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد الى الله عز وجل أتقاهم واعملهم بطاعته. يا جابر والله مايتقرب الى الله تبارك وتعالى الا بالطاعة وما معنا براءة من ــــــــــــــــــــــــــــ (1)1 ـ نور التقلين، ج 5، ص 285. (2)2 ـ الصواعق المحرقة: 111.