وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(182) لقد ابتليت الامة الاسلامية بحكام جائرين وسلاطين سوء وانحراف في العصرين الاموي والعباسي، حوّلوا الخلافة الاسلامية الى ملك يرثه بعضهم عن بعض، الامر الذي جعل اهدافهم تنحصر بالامساك بالرئاسة وحفظ سلطانهم بأي ثمن، وان كانت النتيجة ان تحرم الامة من المعين العلمي الصافي الاصيل، الذي كان يمثله اهل بيت النبوة (عليهم السلام)، فبرز اناس لا يملكون مقومات الافتاء الشرعي هيأتهم تلك الحكومات لسد الفراغ الحاصل من تغيب الأئمة (عليهم السلام) ومضايقتهم وتحجيم دورهم الذي اراده الله لهم، وبذلك فقد فقدت الامة اهم عناصر صلاحها وضمان صحة وجهتها في الامور الافتائية والعقائدية، والفلسفية والتفسير والعلوم الاخرى. ولكن بالرغم من كل الاجراءات التعسفية التي ووجه بها اهل البيت (عليهم السلام)بحيث تعرضوا للتشريد والسجن والقتل والمحاصرة والاقامات الجبرية سواء في بيوتهم او قرب مركز السلطة كما حدث بالنسبة للامام الرضا والجواد والهادي والعسكري (عليهم السلام) - فقد ظهر من علومهم ما حافظ على الرسالة واستمرار بقائها. اما اسباب هذا الحقد والعداء لاهل البيت (عليهم السلام) من قبل اولئك الحكام الظلمة فيرجع الى سببين رئيسيين. الاول: ان نشر الاحكام الصحيحة من قبل اهل البيت (عليهم السلام) واطلاع عامة الناس عليها يهدد مصالح الحكام ويحدد حريتهم في التلاعب بمقدرات الامة ويضيق عليهم ممارساتهم لرغباتهم ونزواتهم المحرّمة، في حين يريدون ان يطلقوا لانفسهم العناق ويمارسون لذائذهم بالشكل الذي يحلو لهم دون ان يعترض عليهم احد. اما الثاني: فان شيوع المرجعية العلمية لاهل البيت (عليه السلام) وحفظها لهم يؤدي بالطبع الى تزايد شعبيتهم وانقياد الامة لهم، الامر الذي يشعر الحكام بالرعب والخطر على سلطانهم، لانهم كانوا يرون فيهم اقوى المنافسين لهم في السلطان.