والانتفاضة في الأرض المحتلة»([274]). وتقول صحيفة الجارديان الإنكليزية «الأصوليون المسلمون هم قادة هذه الانتفاضة.. المسلمون الأصوليون أكدوا جدارتهم في قيادة الجماهير»([275]). وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى جرأة الأطفال في مواجهة جنود الاحتلال «لم يعد الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 10 سنوات، والشباب والصغار الذين تزداد جرأتهم يوماً بعد يوم يعرفون مشاعر الخوف، ولذلك فإنهم يهاجمون الجنود بالحجارة دون أن يخشوا ردهم بالأسلحة الأتوماتيكية»([276]). ويضرب الإسلام ضرباته الجهادية في العمق النفسي والسياسي والأمني الإسرائيلي، وتربك الدوائر الفكرية العالمية أمام هذا النوع من الضربات، ويصاب العقل السياسي الغربي بالعقم والتبلد، ويقف عاجزاً أمام تحليل ظاهرة (الشهادة الطوعية)، ويظهر الضعف الإسرائيلي جليا واضحا تجاه هذا النوع المتميز من المجاهدين. ومن خلال هذه العمليات تمسك الحركة الإسلامية بزمام المبادرة السياسية والجهادية في فلسطين، وهذه محطة من محطات تحول الواقع السياسي والجهادي تجاه الحل الإسلامي للقضية الفلسطينية، وإن هي إلا إرهاص من إرهاصات اقتلاع إسرائيل من الجذور، وهي بداية إشارات النصر الموعود على يهود «إن صفحة جديدة بدأت في تاريخ الإنسانية، بدأت تكتب على أيدي هذا الشباب المتعلم المسلم الذي بدأ يرتاد المساجد ويرفض أماكن اللهو، ويتدارس القرآن،