وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(415)ـ من مرض التخلف والانحطاط الفكري الذي يرزح تحت نيره الثقيل العالم الإسلامي. امام هذا الامتداد العلماني كان لابد من وقفة لعلماء المسلمين، ليظهروا باطل دعوة العلمانيين لا لأنها وارد مستورد غريب، بل لأنها إحدى السموم السياسية التي قضت على وحدة وكيان العالم الإسلامي، وزرعت فيه السرطان اليهودي، سواء اكانت العلمانية هي اللادينية كما هو ثابت في المعاجم اللغوية، أو كانت العلمانية لا تتصل بأمور الدين وإنّما تعني فصل الدين عن الدولة كما يقول المدافعون عنها، فان النتيجة المترتبة على الأخذ بالعلمانية في الحالين هو فصل الدين عن الحياة عامة. ومن الطبيعي ان هذه الأفكار التي نشرها الاستعمار في أوساطها بدءا من مقولة: انه لا حكم في الإسلام، وعلى فرض وجود أحكام شرعية فإنها تفتقر إلى التنفيذ، وبالتالي فالإسلام شريعة. هذه هي العلمانية كخصوصية غربية احتاج إليها الغرب لظروف خاصة به، والعالم الإسلامي ليس بحاجة إليها لأنها كانت حلا لمشكلة الغرب مع السلطات الدينية، وهي في العالم الإسلامي تكون المشكلة ذاتها. فإذا أخذنا العلمانية في مقابل الحياة الغربية نجدها لا تتعارض مع عقيدتهم التي تفصل الدين عن الدولة، ولكنها عندنا تعارض عقيدتنا التي من مقتضياتها الإيمان بحكم الله وتعارض الشريعة التي أنزلها الله منظمة لحياة الناس. فالعلمانية عندنا تعني تصفية للوجود الإسلامي، مالم يكن خادما للسلطة السياسية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة. هذه هي العلمانية كخصوصية غربية، وحل غربي لمشكلة غربية، ولمواقف الإسلام والمسلمين منها، حيث تم رفضها لا لأنها واردا غريبا على امتنا بقدر ما هي سم في دسم حضارة الغرب.