وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(376)ـ خاضعة بسلوكه في الحياة، أي يجب على المسلم إدراك ان الإسلام جاء بمفاهيمه لضبط سلوكه في الحياة فيأخذ كل فكرة قانونا لضبط سلوكه ضمن هذا القانون فتظهر فيه الناحية العملية لا التعليمية. فيفقد بذلك حرارة الحياة الموجودة فيه ويفقد كونه مبدأ كاملا شاملا أي عقيدة ينبثق عنها نظام متكامل شامل. ومن هنا كانت معرفة الأفكار الإسلامية والأحكام الشرعية دون ملاحظة اعتبارها ضوابط للسلوك الإنساني هي الآفة التي لم تجعل للأفكار والأحكام أثرا في سلوك الكثيرين. ولقد حرص الإسلام على تكوين الشخصية الإسلامية بالعقيدة فيها تتكون عقليته ونفسيته. فالعقلية الإسلامية هي التي تفكر على أساس الإسلام، أي تجعل الإسلام وحدة المقياس العام للأفكار عن الحياة، والنفسية الإسلامية هي التي تجعل ميولها كلها على أساس الإسلام، أي تجعله وحدة المقياس العام للاشباعات جميعها. وكما أمر الإسلام بالاستزادة من الثقافة الإسلامية لتنميتها حتى تصبح قادرة على قياس كل فكر من الأفكار، فكذلك أمر بالواجبات والأكثار من المندوبات والمستحبات، ونهى عن المحرمات والمكروهات والشبهات لتقوى هذه النفسية وتصبح قادرة على ردع كل ميل يخالف الإسلام، وكل ذلك لترقية هذه الشخصية بالقيم السلوكية، لتنال رضوان الله في الدنيا والآخرة بتسيير ميولها حسب أوامر الله ونواهيه. وبذلك يحدث ارتباط بين العقلية والنفسية الإسلامية وتصبح الشخصية الإسلامية متميزة، عقليتها ونفسيتها من جنس واحد، تستندان إلى قاعدة أساسية واحدة هي العقيدة التي ربط الله بينها وبين العمل فقال تعالى: ?الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ? وربط النبي بين العقيدة والسلوك فقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به).