وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(353)ـ التعددية الدينية وأكثر من هذا بل هم مارسوها في حياتهم ودعوا إليها بسبل شتى(1). فلا يمكن مع ذلك أن نقول أن الدين الإسلامي ينفي التعددية الدينية بشكل مطلق. وفي الجواب نقول انه من جهة أولى أن قول بعض ممن ينتسب للدين لا يكون بالضرورة الموقف الديني الصميم حتى وان كان هؤلاء أفضل علماء الدين فلا يجب أن نخلط بين أقوالهم والمواقف الدينية الحقّة واكبر دليل على ذلك إذا كانت هذه الأقوال معارضة بآراء أخرى لعلماء آخرين فهذا إذاً خطأ منهجى نتجاوزه. ونقول من جهة ثانية ان هذا الفهم لأقوال العرفاء غير صحيح ان لم نقل ان صاحب الادعاء لم يفهم كلام العرفاء إذ كما هو معلوم ان العرفاء يتعاملون مع الدين في باطنه وظاهره، وتارة يكون كلامهم موجه لظاهر الشريعة وتارة موضوع حديثه هو باطن الدين والعرفاء يعتقدون بوجود باطن واحد لكل الأديان يتمحور حول التجربة المعنوية والروحية وعلاقة العاشق بمعشوقه ولكن هذا لا يكفي لإثبات التعددية الدينية لان نفس العرفاء يقرّون ان طريق الوصول للباطن هو الظاهر وظاهر الشريعة في زماننا منحصر في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكل من أراد الوصل مع باطن الدين والحقيقة التامة فلا طريق لـه غير اتباع شريعة سيد المرسلين وهكذا نجد ان قول العرفاء عند تحليله يصل إلى رفض التعددية. التعددية الدينية الاجتماعية وتعني كما عرضناها في ما مضى ذلك الإطار السليم الذي يمكن من تعايش الفئات المختلفة في آرائها فهي لا تستهم بتوجيه الأحكام تجاه الرأي الآخر وإنّما تحاول أن تصوغ موقفاً يضع الحدود والقواعد لسلوك وممارسة كل طرف يحث يصل ________________________________ 1 ـ سيد امير انومى كيان 40 ص 26.