وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(326)ـ النظرة الأحادية: وهي تعني النقطة المقابلة تماماً للتعددية فهي تنفي إمكانية أن تكون الآراء المختلفة والمتقابلة تمثل توجهات صادقة وحقة والاعتماد على القواعد المنطقية يؤكد أن صدق قضية يعني حتماً كذب نقيضها فلا يمكن طبقاً لهذه النظرة أن نصف كل هذه القضايا بالأحقية لا لشيء إلاّ لأنها كانت نتيجة أعمال ذهنية معين أو علل أخرى والنظرة الأحادية تعمم هذا الرأي على كل المجالات المعرفية بما في ذلك المعرفة الدينية فترى ان الدين الحق واحد والصراط المستقيم واحد ويحاول المتكلم البروتستانى كارل بارث(1) أن يؤكد هذا المعنى بتفريقه بين الوحي والدين فيقول: «إن معرفة الخالق فقط تكون من قبله وإبداعه كما في تعريضه نفسه إلينا ولا يمكن أن توصل هذه المعرفة بجهدنا وسعينا»(2). ونقطع مقولة هذا المتكلم بأن الخالق في تعريف نفسه إلينا لا يمكن أن يسلك طرقاً عدة وألواناً مختلفة على خلاف الجهود الإنسانية التي تشهد اختلافا في الشدة والضعف وما إلى ذلك فلذلك يؤكد أصحاب هذه النظرة ان المعرفة والدين لـه طريق واحد حق وهو الوحي ولا يمكن أن يتعدد هذا الوحي . النظرة الشمولية وهذه النظرة على خلاف القول الانفرادي تتجاوز الاختلافات بدرجة فمثل في حين إقرارها بأن الطريق الموصل للحقيقة والسعادة هو واحد لا اختلاف فيه إلا أنها تنفي تضمّن الآراء الأخرى بعض الحقانية والمصداقية فمثلاً نجد المسيحية تقران الأديان الأخرى لها بعض الصواب والنور غير ان هذا النور في الحقيقة نابع من إشعاع ________________________________ 1 ـ Karl Barth. 2 ـ مجلة كيان العدد 40 ص 22 «فارسية».