وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(88)ـ لأنه إن اصطدم عقله بعقبة هي فوق قدرة هذا العقل أفقدته كل شيء، فإن الدين والنظام قائم على استخدام العقل منهما فيما خلق من أجله، لكن ليس معنى ذلك إننا سنستطيع أن نصل ونرقى بالعقل إلى أشياء لم يخلق العقل لها ولم يمكنه إدراكها. العقل السليم بمنزلة الوحي: يعد العقل السليم بمثابة الوحي في ما يتعلق بالعقيدة وفلسفتها، فهل العقل حجة في ما يدركه بالنسبة للفلسفة الأولى والنظرة التكوينية المرتبطة بالأصول الاعتقادية الثلاثة المتلخصة في التوحيد والنبوة والمعاد؟ لابد في مقام الجواب بأن للعقل أن يبرهن على الأمور المذكورة ويحتج على إمكانها أو ضرورتها أو استحالتها، لكن ليس البرهان لوحده كافيا في إثبات ذلك أو نفيه، بل لابد للعقل أن يستهدي بنور الوحي للتوصل إلى حقيقة هذه الأمور، ومن هنا قد يتراءى للباحث وقوع التعارض بين العقل القطعي والوحي القطعي الذي تقدمت الإشارة إلى استحالته، وأنه على فرض وقوعه فهو ليس بمستقر، وأما لو فرض استقراره وعدم إمكان الجمع والعلاج فلابد من الاعتراف بانهدام أصول هذين القطعين لأن افتراض تقدم أحدهما على الآخر معناه انهدام أصل امتناع التناقض وبانهدامه ينهدم القطعان معاً. ثم ان للعقل السليم أحقية إثبات الوحي والنبوة والبرهنة عليها ولو بالاستناد إلى القضايا البديهية، وذلك أنه يفرق بين المعجزة ـ التي يراها الوحي أمراً ضرورياً للنبي في إثبات نبوته ـ وبين السحر والشعبذة والكهانة وغيرها، ويرى العقل ان الفرق بينها جوهري، وذلك ان المعجزة التي هي آية النبوة والرسالة تتحدى كل ما يشبه للرائي انه مثلها وتحكم عليه بالفساد والبطلان. فلو حكم العقل القطعي بثبوت الوحي والنبوة وضرورتها وتمكن من وضع