وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(87)ـ والرياضيات لانتفاء مورده في مثل العلوم التجريبية والطبيعية والطب والنجوم. وعليه: فلا يمكن حصول اليقين بأمر ـ غير ما ذكرنا ـ إلا عن طريق الوحي وذلك بعد تحقق جملة من المقدمات والقواعد التجريبية وما شابه واللجوء إلى العقل الظني وترجيحه على النقل، لكن النظر إلى العقل الظني والوحي القطعي من هذه الزاوية سيرتب نتيجة فاسدة وهي ان الوحي ينافي العلم والعقل، وهذا ما لا يساعد عليه العقل السليم ولا يعضده النقل الصحيح، وهذا لا يعني الجمود على الظهور اللفظي في غير العلوم التجريبية، وأما الاستدلال به في دائرة العلوم التجريبية فخارج تخصصاً لعدم كونها من التكاليف التي يعبر عنها ـ بالحكمة العملية ـ. وقد حاول بعض المستشرقين تصوير التعارض المذكور بين الوحي القطعي والعقل القطعي بأنها مختلفة واتبعهم على ذلك بعض المسلمين، فقالوا بأن الوحي يتصادم مع حقائق الكون وان دور الدين انتهى واليوم قد بدأ عصر العلم، ونحن في مقام الجواب نقول: لا خير عليكم استدلوا للعلم بالعقل إن أمكن فإن المنهج المتبع فيه هو منهج التجربة والاختبار لا منهج النص والنقل، وان لم يمنع من اعتضاد ما توصل إليه العقل والتجربة بالنقل والوحي الظني أو القطعي. فليس من الصحيح تحميل الوحي ما لا يتحمل لأنه هو الدليل الحقيقي ـ الذي يمكن الاستهداء بنوره ـ على صحة أو عدم صحة العلم، فالعلم الذي يتناقض مع الوحي القطعي كاذب وغير صحيح(1). بناءً على ذلك لا يمكن الاستغناء عن الوحي والاستقلال بالعقل والبرهان القطعي _________________________________ 1 ـ انظر معجزة القرآن الكريم للشعراوي: 84.