وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(292)ـ المبحث الثالث الترابط والانسجام بين النظام السياسي والنظام الأخلاقي جاء الإسلام من أجل إتمام مكارم الأخلاق، وجعلها الحاكمة على جميع التصورات والعواطف والمواقف، وعلى جميع مرافق حياة الإنسان فرداً كان أم مجتمعاً، وتقع مسؤولية إتمام مكارم الأخلاق على جميع طبقات المجتمع، وعلى جميع الأنظمة الإسلامية، فلا انفصال بينها في ذلك، فالنظام السياسي هو نظام سياسي وأخلاقي في آن واحد، فجميع أسسه وقواعده ومتبنياته هي أسس وقواعد ومتبنيات أخلاقية، لانّ السياسة سلوك وعلاقات وممارسات عملية، لذا فإن صلاح وفساد المجتمع متوقف على صلاح وفساد المؤسسات السياسية وعلى رأسها الحاكم وولاته والعمّال العاملين معه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أُمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي: الفقهاء والأمراء»(1). وتؤكد مسيرة المجتمعات على هذه السنّة التاريخية، فإن صلاح المجتمعات بصلاح الحاكم والدولة، وفسادها بفسادهما، لأنهما يملكان وسائل التأثير على المجتمع، كالإعلام والأموال والمعنويات، والتلاعب بالقوانين، فهما يستطيعان توجيه المجتمع طبقاً لتوجهاتهم التي تؤثر إيجاباً وسلباً على أخلاقه وسيرته العملية ابتداءً بمرحلة الطفولة وانتهاءً بالشيخوخة. ومن مظاهر الترابط والانسجام بين النظام السياسي والنظام الأخلاقي: ________________________________ [1]ـ تحف العقول: 36.