وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(118)ـ بعد(1). وكذلك الرازي ذكر الوجهين، واتجه في بيانه إلى الوجه الأول،(2) وهو الذي رجحته في التفسير المنير(3)، ويكون المعنى كما ذكرت: أيها البشر، انا خلقناكم جميعا من اصل واحد، من نفس واحدة ، من آدم وحواء ، فأنتم متساوون ، لأن نسبكم واحد، ويجمعكم أب واحد وأم واحدة، فلا موضع للتفاخر بالأنساب، فالكل سواء. وإذا كان القصد نفي التفاخر بالأنساب، لأنه أصل المشكلة، فيكون التفاضل أو التفرقة في المعاني الأخرى كاللون والقوم والمنهج والعرق أو العنصر منفيا من باب أولى. وانه بالموازنة بين تكوين الأمم بالعنصرية ونحوها، وتكوينها بالدين، يتبين ان السير بالإنسانية في مدارج الرقي، وقيام العلاقة البشرية على أسس من لامودة والفضيلة، إنّما يكون تحت ظل الدين، لا ظل العنصرية، لأن العنصرية تفرض دائما تفضيل عنصر على عنصر، وهذا أمر بغيض يؤدي إلى التناحر، ولا يتفق مع الواقع، ولا مع الإنسانية، ولا مع المصالح العامة. والأمم أو الدول التي تعامل الشعوب على أساس ألوانها، وتفرق بين الأسود والأبيض، ما هي إلا صورة من صور تحكم العنصرية(4). والإسلام الذي يدعو إلى النظرة العالمية يأبى قبول أي شكل من أشكال العنصرية أو المفاضلة بين البشر، فهم سواء كأسنان المشط. _____________________________________ 1 ـ تفسير الألوسي 26: 161 ـ 162. 2 ـ تفسير الرازي 28: 137. 3 ـ انظر 26: 259. 4 ـ الوحدة الإسلامية للعلامة الشيخ محمد أبو زهرة: ص 26.