وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(117)ـ عَلِيمٌ خَبِيرٌ? (الحجرات: 13)(1). ذكر المفسرون ان هذه الآية في سورة الحجرات مسوقة لنفي التفاخر بالأنساب، وعليه فالمراد بقولـه: ?مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? آدم وحواء والمعنى: انا خلقناكم من آب وأم تشتركون جميعا فيهما، من غير فرق بين الأبيض والأسود، والعربي والعجمي، وجعلناكم شعوبا وقبائل مختلفة لا لكرامة لبعضكم على بعض، بل لان تتعارفوا فيعرف بعضكم بعضا، ويتم بذلك أمر اجتماعكم، فتستقيم مواصلاتكم ومعاملاتكم، فلو فرض ارتفاع المعرفة من بين أفراد المجتمع، انفصم عقد الاجتماع، وبادت الإنسانية، فهذا هو الغرض من جعل الشعوب والقبائل، لا ان تتفاخروا بالانتساب، وتتباهوا بالآباء والأمهات. وقيل: المراد بالذكر والأنثى: مطلق الرجل والمرأة، والآية مسوقة لإلغاء مطلق التفاضل بالطبقات كالأبيض والأسود، والعرب والعجم، والغني والفقير، والمولى والعبد، والرجل والمرأة. والحق: ان قولـه: ?وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ? ان كان ظاهرا في ذم التفاخر بالأنساب، فأول الوجهين أوجه، وإلا فالثاني لكونه أعم واشمل(2). وأيد الالوسي الوجه الأول: وهو ان المراد من الذكر والأنثى: آدم وحواء عليهما السلام، فكل الناس سواء في ذلك، فلا وجه للتفاخر بالأنساب. ثم قال الالوسي: وجوّز ان يكون المراد هنا أنا خلقنا كل واحد منكم من آب وأم، ويبعده عدم ظهور ترتب ذم التفاخر بالنسب عليه، والكلام مساق لـه، كما ينبئ عنه ما _____________________________________ 1 ـ قال الالوسي في تفسيره 62: 162: سميت الشعوب، لأن القبائل تشعبت منها، وهذا هو الذي عليه أكثر أهل النسب واللغة والشعوب: هم الجمع المنتسبون إلى أصل واحد، وهو يجمع القبائل. 2 ـ الميزان في تفسير القرآن للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي 18: 326.