وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(115)ـ عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية»(1). وأضحت من الناحية الواقعية العناصر المشتركة بين المسلمين في كل أنحاء الأرض قائمة على وحدة الدين، واللغة، والمشاعر، والأماني والآمال والآلام، ووحدة التاريخ بما فيه من محن ومشكلات أو أزمات، ووحدة المستقبل والمصير، وما يبشر به من خير وقوة. وهذه المعاني لم تكن معروفة في العصر الجاهلي بين سكان الجزيرة العربية، لأن النزعة القبلية كانت هي الغالبة عليهم، فكانت معجزة الإسلام في القضاء على تلك النزعة الضيقة، وإحلال النزعة الإنسانية والعالمية محلها، ليمتد الإسلام وينتشر في كل مكان، وقد تحقق ذلك في الماضي، وامتد إلى الحاضر، وسيبقى علما شامخا بمشيئة الله في المستقبل لإحقاق الحق، وإبطال الباطل. وتتابعت أحداث التاريخ وامتداد الرقعة الإسلامية من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق، ووحدت دول غير عربية حمت الإسلام ضد التحديات والتيارات المعادية، فالمماليك مثلا ـ وهم ليسوا من العرب ـ حموا بلاد الشام والعراق ومصر من هجمات المغول والتتار على يد الظاهر بيبرس والمظفر سيف الدين قطز، والملك الناصر ـ والقائد صلاح وهو من الأكراد لا العرب ـ حمى فلسطين والعروبة واللغة العربية والمذاهب الإسلامية من الاندثار والضياع بانتصاره على جيوش الفرنجة وصده غارات الصليبيين. والبربر هم الذين ساعدوا مساعدة كبرى طارق بن زياد في فتح الأندلس، وهم مع العرب كافحوا في الجزائر مئة وخمسين عاما، حتى انتزعوا النصر والاستقلال، وقدموا مليون _____________________________________ 1 ـ حديث حسن أخرجه أبو داود عن جبير بن مطعم.