وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(603)ـ الصناعي الحضاري المتطور)(1). ونستطيع أن فتتبع القضاء على الأسرة في كثير من الجوانب، فعدد حالات الزواج في تقهقر متصل مع تزايد في نسبة حالات الطلاق، وازدياد عدد النساء العاملات والزيادة المطردة في عدد المواليد غير الشرعيين. وفي استبيان اجري في فرنسا بين طلبة المدارس كانت الرغبة في الاستقلال والحياة السائبة تأخذ المحل الأول بين الرغبات بينما جاءت الرغبة في الزواج آخر القائمة. وقد نشر معهد استكهولم للبحوث الاجتماعية نتائج مسح أجراه سنة 1972 م نعلم منه أن النساء اللائي يذهبن إلى دور الدعارة في أكثر الحالات نساء ميسورات الحال، وإنّما أصبحن مدمنات للدعارة فقط لأنّهنّ يستعذبن هذا الأسلوب من أساليب الحياة السائبة(2). وطبقاً لبيانات مستقاة من المجلس الاجتماعي للأمم المتحدة يقول: (إن مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية قد نمت خلال الخمس والعشرين سنة الأخيرة نمواً أكثر مما كان متوقعا لها، ففي سنة 1975 كانت النساء المشتغلات في وظائف بالعالم 35 % من المجموع الكلي للعاملين ففي الاتحاد السوفيتي 82 امرأة من كل مائة امرأة قادرة على العمل وفي ألمانيا 80 % وبلغاريا 74 % المجر 73 % رومانيا 73 % بولندا 63 % أما في مجموعة الدول التي تشغـل إنجلترا وسويسرا والنمسـا وأمريكا فان حوالي نصف تعـداد النساء مـن العاملات (بين 49 و52 %) ونلاحظ أن نسبة تشغيل النساء أكبر في الدول الشيوعية وذلك راجع إلى موقفها من _____________________________ 1 ـ رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر - محمد قطب - دار السنّة ص 93 وما بعدها باختصار. 2 ـ الإسلام بين الشرق والغرب ص 295. الأسرة ومن توظيف النساء(1). لقد أحالت الحضارة النساء إلى موضوع إعجاب أو استغلال، ولكنها حرمتها من شخصيتها وهي الشيء الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام، هذا الوضع مشهود بشكل مطرد وقد أصبح أكثر وضوحاً في مواكب الجمال أو في بعض مهن نسائية معينة مثل (الموديلات) في هذه الحالات لم تعد المرأة شخصية ولا حتى كائناً إنسانياً وإنّما هي لا تكاد تكون أكثر من (حيوان جميل). لقد ألحقت الحضارة الخزي بالأمهات بصيغة خاصة فهي تفضل على الأمومة أن تحترف الفتاة مهنة البيع، أو أن تكون موديلاً أو معلمة لأطفال الآخرين أو سكرتيرة أو عاملة نظافة، إنها الحضارة التي أعلنت أن الأمومة عبودية، ووعدت بأن تحرر المرأة منها، وتفخر بعدد النساء اللاتي نزعتهن (تقول حررتهن) من الأسرة والأطفال لتلحقهن بطابور الموظفات(2). وكذلك تسير (بيوت المسنين) جنباً إلى جنب مع (بيوت الأطفال) المحرومين فهما ينتميان معاً إلى النظام نفسه وهما في الحقيقة حالتان للنوع نفسه من الحلول فبيوت المسنين وبيوت الأطفال تذكرنا بالميلاد والموت الصناعيين، كلاهما تتوفر فيهما الراحة وينعدم فيهم الأحب والدفء وكلاهما مضاد للأسرة وهما نتيجة للدور المتغير للمرأة في الحياة الإنسانية وبينهما ملمح مشترك هو زوال العلاقة الأبوية: ففي الحضانة أطفال بلا آباء، وفي دور المسنين آباء بلا أطفال وكلاهما المنتج (الرائع) للحضارة(3). ______________________ 1 ـ المصدر السابق ص 259. 2 ـ المصدر السابق ص 264. 3 ـ المصدر السابق ص 265.