وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(602)ـ والغريزة الأموية)(1). وكتابات وأقوال كثيرة في هذا الجانب النظري فقط لكان أهون ولكن الواقع الإنساني المعاصر يفعل ذلك ويعمل على تطبيق هذه الأقوال النظرية: فقد كان الرجل أو من هجر الأسرة ثم تبعته المرأة وأخيراً الأطفال فقد جذبت الثورة الصناعية الرجال من القرى والأرياف إلى المدن الصناعية وفرحوا أول الأمر بالحرية والانطلاق من قبضة رجال الإقطاع ولكنهم وجدوا أنفسهم في عبودية جديدة لأصحاب رؤوس الأموال يشغلونهم فوق طاقتهم ويعطونهم من الأجر ما لا يسد رمقهم فضلاً عن أن يكونوا به أسرة أو ينفقوا على أسرهم التي تركوها، ثم وجدت نساء في الريف بلا عائل فاضطرت أن تقتفي أثر الرجل إلى المدينة لتحصل على لقمة العيش وإلاّ تعرضت لأن تموت جوعاً، وهناك استغلها الرجل أسوأ استغلال فشغلها نفس ساعات العمل وأعطاها نصف الأجر فضلاً عن مساومتها على شرفها لتحصل على العمل وصارت (قضية المساواة) بين المرأة والرجل في الأجر حديث العصر ولم يستجب الرجل في أول الأول لصراخ المرأة بطلب المساواة في الأجر فأقبل المحامون والكتاب والخطباء يدافعون عن (قضية المرأة) ونصحت المرأة بأن الظلم الواقع عليها سببه جهلها وجلوسها في بيتها وخضوعها لقوامة الرجل وعدم اشتغالها بالقضايا العامة وعدم مشاركتها في أمور المجتمع فلابد من إزالة هذه الأسباب لرفع الظلم، وتوسعت القضية وطولب بحقها في التعليم والوظائف والانتخاب والترشيح للبرلمان والولاية العامة، ومن خلال ذلك انفتحت أبواب كثيرة من الشر تولت وسائل الأعلام الترويج لها والدافع عنها وتقديمها للناس على أنها أخلاقيات العصر ________________________ 1 ـ المصدر السابق نقلاً عن (سيمونه دى بوقوار) ص 258.