وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(590)ـ وتنبه الضمير اللاهي وتهز الوجدان الوسنان. والدين الإسلامي هو دين الفطرة متوائم مع ميول وطباع الإنسان ومتوافق مع إشباع ذاتيته الجسمية والنفسية في الحدود التي لا تضر به ولا تؤذي غيره، فهو ينظر إلى الإنسان على أنه أرقى مخلوقات الله في الأرض، فهو مكرم بنعمة العقل الذي يميز به بين الخير والشر والحق والباطل والهدى والضلال، وبنعمة الإرادة التي تجعله مسؤولاً عن كل ما يأتي أو يذر ويتحمل نتيجة عمله، فكان جديراً أن يكون خليفة الله في أرضه وأهلّه أن يفتح منه من روحه ويسجد لـه ملائكته تكريماً لوجودة. اقتضت حكمة الله أن يطلق للإنسان يده في هذه الأرض ومنحه من الاستعداد والطاقة ما يناسب هذه المهمة ويحقق المشيئة الإلهية، وتجعله يكابد في هذه الدنيا ويكد ويكدح ويصيب ويخطىء ويفسد ويصلح فان رواج طبيعته وقدرته على أن يغالب نوازع الشر ودوافع الإفساد وإرادته التي تجعله يختار طريقه ويوجه حياته هو سرّ تكريمه فضلاً عن تسويته على أكمل صورة و أحسن تقويم كما قال تعالى: ?لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ?. والإسلام هو الدين الذي أراده الله عز وجل أن ينشيء أمة ذات طابع خاص متميز، قادرة على قيادة البشرية وتحقيق منهج الله في الأرض وإنقاذ البشرية مما تعانيه من العبادات الضالة والمناهج الباطلة والتصورات المنحرفة. ولا يستطيع الإنسان أن يدرك عظمة وقيمة هذا الدين إلاّ إذا أدرك ذلك الركام الهائل من الفساد والانحلال في مختلف مجالات الحياة يوم ان اختارت البشرية منهجاً غير دين الله يقود حياتها وينظم علاقتها بين الإنسان والكون والحياة.. فالإسلام الذي يتم به إصلاح المجتمع الإنساني ومكافحة الفساد لابد أن يستوعب من العناصر ما يسيطر به سيطرة تامة...