وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(478)ـ مُّسْتَقِيمٍ?(1). ان الإسلام ليس مجرد تفكير وتدبر، وليس مجرد خشوع وليس مجرد التوجه إلى الله تعالى للفوز بالجنات والنجاة من النيران، وإنّما هو العمل الإيجابي الذي ينشأ عن هذا التفكير وهذا الخشوع وهذا التوجه، فالله تعالى أراد من الإنسان أن يكون حركة في المجتمع، وان يهيأ للسنن أسبابها بحركته الإرادية المختارة، وان يكون دائماً في حركة وحيوية وتطلع إلى أفق أعلى واهتمامات أرفع، أراد منه السير في الطريق للوصول إلى تقرير المفاهيم والقيم الصالحة في العقول والقلوب والنفوس، وفي السلوك والمواقف، متعالياً على المعوقات والمثبطات وعلى الضعف والتهرب من الحياة، فمن احتمل التكليف والمسؤولية مندفعاً نحو إقرار المنهج الإلهي في الحياة لا يمكن أن يتساوى مع المعطّل لطاقاته الفكرية والحركية. ومن هنا فالتفاضل بين الناس على أساس العمل الإيجابي أمر ضروري في تفجير الطاقات وتوظيفها في خدمة المنهج والإنسانية، وهو تفاضل موضوعي تستريح إليه النفوس والمشاعر، وهو أمر متعارف عليه عند الشعوب، حيث يفضلون من هو أكثر فاعلية وحركة منهم، وليس في ذلك إجحاف للآخرين وانتقاص بحقوقهم، وليس فيه تناقض مع مبدأ المساواة الذي أقرّه الإسلام، فالعامل الفعّال يقدّم في إسناد المسؤولية لـه، في الدولة وفي المجتمع، فيقدّم السابقين على غيرهم: ? وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ _ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ...?(2). ويقدّم المجاهدون على غيرهم: ______________________________ 1 ـ سورة النحل: 76. 2 ـ سورة الواقعة: 10 ـ 11.