وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(475)ـ «انظر فانك لست بخير من أحمر ولا أسود إلاّ أن تفضله بالتقوى»(1). فلا تمييز بين الناس على أسس جاهلية ولا فخر لإنسان على آخر بها، إنّما الفخر والتفاضل بالتقوى، قال صلى الله عليه وآله : «ان الله عز وجل قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالأباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم وآدم من تراب»(2). وفي عهد الإمام علي ـ عليه السلام ـ لمالك الاشتر أوصاه بالرحمة بالرعية، ومساواتهم مع نفسه وفيما بينهم في القضاء والحقوق العامة والخاصة دون تمييز بين مسلم وكافر معاهد، وبين عربي وأعجمي، أو غني وفقير، فلا تمييز بينهم، وفي الوقت نفسه أوصاه بأن يتعامل معهم في التقييم والمفاضلة على أساس التقوى، لانّ المساواة في ذلك تؤدي إلى تعطيل الطاقات الفعّالة المثمرة، وتميت روح الإحسان والعمل الصالح: «ولايكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء، فانّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ! وألزم كلاً منهما ما ألزم نفسه...»(3). والتفاضل على أساس التقوى ليس إجحافاً بحق أحد، ولا تناقض بينه وبين المساواة التي أقرّها الإسلام، فلكل أمر مجاله الخاص به، بل انّ من الحقوق الإنسانية أن يكون هنالك تفاضلاً موضوعياً بين الناس، وعدم التفاضل قد يكون مصداقاً من مصاديق الظلم والإجحاف مؤدياً إلى إرباك العقول والقلوب والنفوس، والى إشاعة الاضطراب في المواقف والسلوك، والناس يركنون إلى هذا الميزان بمختلف ________________________ 1 ـ الدر المنثور 7 / 580. 2 ـ مسند احمد 3 / 47. 3 ـ نهج البلاغة: 430، كتاب رقم: 53.