وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(472)ـ ولا تتحقق هذه الأهداف إلاّ بوضع أسس وموازين للتفاضل بين بني الإنسان، لتستنهض الهمم وتستجيش العزائم; ليبدأ الإنسان بإصلاح وتغيير شخصيته في جميع مقوماتها، في الفكر والعاطفة والإرادة، وقد وضع الإسلام أسس التفاضل وموازينه مراعياً انسجامها مع العقل السليم والفطرة السليمة والأعراف الإنسانية، مع نفي التفاضل على أساس عنصري أو طبقي، وفيما يلي نستعرض تلك الأُسس والموازين: أولاً: الإيمان ان الإيمان يجعل الإنسان مستعداً لاقرار منهج الله في الحياة، وتحقيقه في صورة عملية تترجم فيها النصوص إلى حركات وأعمال ومشاعر وأخلاق وارتباطات، فيكون كل شيء محيطاً به مستقيماً فيكون الخير والبر والإحسان والتعاون والسلام وحسن الخلق هو الحاكم على عواطف الإنسان وسلوكه في الحياة، فلا ظلم ولا عدوان ولا اضطهاد ولا استغلال، ومن هنا فالتفاضل على أساس الإيمان يكون أمراً مرغوباً تتقبله العقول وتركن إليه النفوس، فالمؤمن خير من المشرك، قال تعالى: ?وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ?(1). وتترتب على هذا التفاضل آثار عملية ومنها: عدم تولية الكافر والمشرك على المؤمن، وحرمة تولي المؤمن لـه في الأمور التي تتعلق بالعقائد والمفاهيم، والموقف العملي من تناصر وتأييد، وفي نفس الوقت لا يمنع الإسلام من التسامح في المعاملات الشخصية، والتساهل في المواقف، لكي يرتدع الكافر عن كفره، ويعود إلى الاستقامة على العقيدة الحقة والسلوك القويم، وهذا الميزان هو السائد في المجتمعات جميعاً، حيث يأنس الإنسان بمن يشاركه في الاعتقاد، ويشاطره ______________________ 1 ـ سورة البقرة: 221.