وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(236)ـ من دون السماح لـه في تجاوز حدوده المرسومة لـه، وعندما يتقرب من هذه الحدود فهو يستطيع ان يستعين بالكتاب المنزل الذي يمثل الوحي السماوي في حل المشاكل المتعلقة في هذا الشأن. ويتجلى هذا التوازن والاعتدال في قيمه وتعاليمه، فقد دعا إلى عبودية الإنسان المطلقة لله سبحانه وتعالى، وبنفس الوقت اثبت دعوته إلى تكريم مقام الإنسان في الكون، فحقق بذلك وجود الإنسان ومقامه من دون ان يحوله إلى اله معبود، وفي ذات الوقت لم يدعه عبدا مغلوبا على أمره مقهوراً في رأيه. وكذا الأمر في مسألة شعور الإنسان بالألم وبين شعوره بالجزاء الدنيوي والأخروي. واما في مذهبه الاقتصادي فانه ينحى منحى منقطع النظير، ويتمثل في رفضه إلغاء الملكية الفردية إلغاء تاما كما ذهب إليه الشيوعيون، وفي ذات الوقت يرفض إلغاء الملكية الجماعية كما تبناه الرأسماليون، وإنّما اتخذ مذهبا يتجسد فيه أروع صور الاعتدال والموازنة في طرح فكرة الملكية الفردية في نطاق محدود ووفق منهجية خاصة، يستشعر من خلالها قيمة الإنسان ككائن حي لـه رغباته وطموحاته، ودعمه لكي يكون عضوا فعالا ونافعا لبناء المجتمع الكبير. قال تعالى: ?وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا?(1). وكذلك في العلاقة الاجتماعية والقوانين الأسرية، فقد وضع الإسلام أسسا دقيقة ومنهجية ثابتة غايتها تنظيم حياة الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء الأمة. __________________________ 1 ـ سورة الإسراء 29.