وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(231)ـ من جوانب حياته، وإنّما يعتبره مخلوقا كباقي المخلوقات إلا ما اشتمل على بعض الشمائل المميزة لـه عن باقي الموجودات. ان هذه الواقعية كانت إحدى الأركان الأساسية التي أسس عليها الإسلام نظامه الحضاري الشامل في كونه يجمع بين الدين والدنيا، بين الشرع والوضع في وحدة عضوية فاعلة ومدهشة، تجعل قيم الدين واحكامه جزءا معاشا من حياة الناس، وبذلك صاغ حياة الأفراد صياغة اجتماعية بالغة الدقة، بحيث يصح ان نقول: انه جعل الفرد المسلم في كثير من جوانب شخصيته هو التجسيد الفعلي لقيم الإسلام الأصيلة. ومن أهم مظاهر هذه الواقعية: 1 ـ الانسجام مع الفطرة والعقل: امتازت النظرية الإسلامية عن غيرها من النظريات الوضعية بكونها تحمل طابع الشمول والاستيعاب لجميع جوانب الإنسان الروحية والمادية، والبحث عن علاج ملائم لجميع مشاكل البشر العامة والخاصة. إذ ان الهدف الأول للإسلام هو الإنسان والعمل على تربيته ودفعه نحو التكامل من جميع الجوانب ـ المادية والمعنوية ـ من دون ان يترك إحداها لأجل الأخرى، كما ولم يدع كليهما في حيز الاهمال، ذلك لأن الإنسان مجبول بطبيعته على دوافع تتعلق بالمادة لها أثر كبير في ميوله المادية، وبنفس الوقت لـه ميول تتعلق بالجانب الروحي لها أثر فاعل في نوعية رغباته الذاتية. فالفكر الإسلامي لم يحدث انفصالاً بين هذين الجانبين، ولم يمل إلى أحدهما على حساب الآخر كما عليه الأنظمة الوضعية، فهو يرى ان هناك اتصالا