وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(229)ـ تنطلق في معظم الأحوال من الدوافع الذاتية والنزعات الشخصية، ولم يتركه يحيا حياته بوحي الاجتهاد الشخصي؛ لما يحمل في جوانبه من نزعات وغرائز عديدة ومختلفة، وإنّما هيأ لـه الأرضية المناسبة لسعادته مع بني جنسه. ولذا فقد وضع الإسلام للإنسانية جمعاء منظومة عملية وواقعية تعمل على تنظيم علاقة الإنسان بخالقه أولاً، ثم وجه هذه العلاقة لتطوير العلاقات الإنسانية داخل المجتمع الواحد، وأحكام لها ضوابط وأسس عامة، فكانت بمجموعها صياغة عملية وجدية لمصلحة الإنسان ومجتمعه. ان هذه الفلسفة والمنهجية العملية اللتان دعا إليهما الإسلام قد اتسمت أكثر ما اتسمت بالواقعية، مما كان لها الأثر الفاعل والكبير في خلود رسالته وانتشارها في إنحاء المعمورة، بل ان صفة الواقعية هذه قد اختص بها الإسلام عن غيره من الأديان والفلسفات الأخرى. كتب الدكتور عون شريف القاسم يقول: «لقد كانت الديانات السماوية قبل الإسلام رغم اشتمالها جميعا في صورتها المصفاة على جوهر العقيدة الخالدة، تعبر عن مرحلة البساطة الأولى من تطور البشر، وتحمل في سماتها على المستوى الاجتماعي، فكانت كل رسالة موجهة لمجموعة بعينها من الناس لتلائم وضعهم الحضاري، وتقلصت رسالات السماء في نهاية المطاف من جراء جحود الناس وعصيانهم لتصبح رمزا للجمود والتعصب والتحريف على أيدي من أنزلت عليهم، كما هو الحال في رسالة سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ التي استحالت عند اليهود إلى ديانة قومية عنصرية تحل لليهود ما تحرمه على غيرهم... وانتهى بهم الأمر ان جعلوا الله رب الناس إلها قوميا خاصا بهم دون جميع الناس. وجاءت المسيحية لتصحيح هذه التحريفات حتى يتسع دين الله محبة الناس.