وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(144)ـ ضرورة تطبيقه في كل العصور يؤدي بالإنسان إلى الجمود وعدم التطوير فهو اذن يقيد حركة التطور الإنساني. ثانياً: ان الإسلام إذ يعترف بالواقع يستلم لـه ولا يعمل على تطويره نحو الأفضل. ثالثاً: ان الإسلام من خلال مرونته اقر بنوع من الميوعة النظامية وهو أمر لا ينسجم مع طبيعة النظام التي يجب ان تقف أحياناً بكل صلابة أمام الانحراف. والحقيقة هي ما أشرنا إليه من قبل من ان الإنسان يمتلك جوانب ثابتة في حياته لا تتغير باختلاف الظروف كما يمتلك علاقات تتأثر بالظروف المختلفة. فإنسانية الإنسان وفطرته، وعلاقة الإنسان بخالقه، والأخلاق الإنسانية والعلاقات التكوينية مع الموجودات الأخرى، وأصول العلاقات الاجتماعية، كالعلاقة العائلية، ونشر مبدأ العدالة والتعاون والرحمة وأمثال ذلك، هي أمور في أصولها ثابتة لا تتغير إلا بتغير الإنسان نفسه إلى موجود آخر، ولذا فإن النظم التي تتعامل مع هذه الجوانب يجب ان تكون ثابتة في حين تكون النظم التي تتعامل مع العلاقات المتغيرة نظماً مرنة تستوعب مختلف الظروف دون ان تفقد أسسها النظامية. وعليه فلا معنى لو ف النظام الذي يلحظ الواقع ويخطط لـه بدقة بالجمود أو الميوعة أو التسليم للواقع كيف ونحن نجد الإسلام يحرك في الإنسان كل عناصر التطوير والتغيير في الجوانب القابلة لـه. انه يحرك وينظم ويدفع قراه العقلية للسير في الأرض واستكناه المجهول، والتفوق على مصاعب الطبيعة وشكر النعم الإلهية باكتشافها والاستفادة الأفضل منها وإعمار الأرض، وعدم إهدار القوى الطبيعية وعدم التبذير أو الإسراف فيها،