وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(558)ـ بل والتخطيط الكامل لمجمل حركة بعض الأحزاب حتى كأنها لا قيادة لها إلا في لندن أو موسكو وعواصم الغرب الأخرى، وطريقة بريطانيا السياسية في هذا المجال لا تقتصر على تقديم العون المادي للأحزاب، بل إنها كانت ولا تزال طريقة أخرى تتسم بالنفس الطويل، والتخطيط البعيد وهو منح الرواتب المنظمة لعدد من العناصر القيادية في معظم الأحزاب وخاصة الأحزاب الموالية، وذلك يعني توظيفهم بشكل طبيعي في جهاز المخابرات البريطانية، وكسب ولائهم تدريجيا إلى ان يتم غسل أدمغتهم كليا، حتى يصبح الواحد منهم إنجليزيا أكثر من الإنجليز أنفسهم.. وليس شرطاً ان تكون تلك المرتبات مقابل خدمات آنية، وانجازات فورية، بل ان بريطانيا اشتهرت بشراء السياسيين والوجهاء في المجتمع بالمال المرتب والمنظم ولو لبعد سنين طوال تحصل على ثمرة ذلك الثمن ؟ ! ? التنافس الاستعماري: كما تتنافس الحيوانات المفترسة على حمل وديع أو قطعة لحم شهية تتنافس الدول الاستعمارية على الشعوب المستضعفة، فالأقوياء بعضهم لبعض عدو والضعفاء هم الضحية، وما أبلغ المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يصف حال المسلمين حين تهجم عليهم الدول المستعمرة من كل جانب فيقول: (كيف بكم إذا تداعت عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على القصعة). وكم كان صدق هذا الحديث وبالخصوص في مطلع هذا القرن، حيث كانت الدول الاستعمارية وخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا تتنافس بشدة كي يظفر كل منهما بالجزء الأكبر من الضحية.