ـ(551)ـ لا، مثل الخضر ومثل ذي القرنين"(1). وسئل الباقر والصادق عليهما السلام عن الرسول والنبيّ والمحدّث فقالا: "الرسول الذي يظهر لـه الملك فيكلّمه، والنبي يرى في المنام، وربما اجتمعت النبوّة والرسالة لواحد، والمحدّث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة..."(2). وسئل زرارة عن ذلك أيضاً فقال: "الرسول الذي يأتيه جبرائيل قُبُلاً فيكلّمه ويراه كما يرى أحدكم صاحبه، وأما النبيّ فهو الذي يؤتى في منامه مثل رؤيا إبراهيم ونحو ما كان يأتي محمّداً، ومنهم من تجتمع لـه الرسالة والنبوة، وكان محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ممّن جمعت لـه النبوّة والرسالة، وأما المحدّث فهو الذي يسمع كلام الملك ولا يرى ولا يأتيه في المنام"(3). والذي يقوى في الذهن أنّ هذه التفصيلات مبنيّة على قاعدة غالبية لا على حالة ثابتة غير قابلة للتغيير، هذا بالطبع بناء على صحّة النصوص، وإلاّ فظاهر القرآن الكريم تخلف هذه القاعدة في مثل مريم بنت عمران التي جاءها الملك فتمثّل لها بشراً سوياً، وهذا يعني المشاهدة والمعاينة فضلاً عن سماع الصوت، وإلاّ لما كان هناك معنىً لتمثله بصورة بشر، وبقية الآية تساعد على ذلك. نعم في امرأة إبراهيم ربّما يقال: إنّها عندما كانت قائمة وضحكت لم تكن رأت الصورة، وإنّما سمعت الصوت أثناء محاورة إبراهيم لهم، وكذلك فيما بعد عندما خاطبتها الملائكة بالبشرى. فلعلّ التفصيلات المتقدمة مختصّة في حالات الوحي الرسالي أو هي مبنيّة على الغالب. وقد روي عن علي عليه السلام قوله: "ولقد كنت أتّبعه اتباع الفصيل أثر أُمّه، يرفع لي في _______________________________________ 1 ـ بحار الأنوار 26: 69، 78، المجلسي. 2 ـ بحار الأنوار 26: 76، المجلسي. 3 ـ بحار الأنوار 26: 78، المجلسي.