ـ(549)ـ وقد ورد الكثير عن أئمّة الهدى عليهم السلام ممّا فيه نصّ صريح في خاتمية النبوّة بمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم. منها ما ورد عن الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى بعث محمّداً فختم به الأنبياء، فلا نبيّ بعده وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب فلا كتاب بعده، أحلّ فيه حلالاً وحرّم حراماً، فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم"(1). وورد عن الباقر والصادق عليهما السلام: "لقد ختم الله بكتابكم الكتب، وختم بنبيّكم الأنبياء"(2). وهذا ممّا لا بحث فيه، ولا يعتريه الريب، فشريعة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم آخر الشرائع وهو خاتم الأنبياء والقرآن الكريم آخر الكتب. وهذا يعني أنّ الوحي الرسالي انقطع بوفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، للتلازم بين هذا النوع من الوحي وبين النبوّة - كما تقدّم - فمعنى انقطاع النبوّة انقطاع ما يختصّ بها من الوحي وما يلازمها، وهو الوحي الرسالي. وإلى هذا يشير أمير المؤمنين عليه السلام في حديثه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث قال: "أرسله على حين فترة من الرسل وتنازع من الألسن، قفّى به الرسل وختم به الوحي..."(3). فإنّه عليه السلام وإن كان قد أطلق الوحي هنا إلاّ أنّه لا بدّ من حمله على خصوص الرسالي منه، فإنّ الأنواع الأُخرى من الوحي التي لا تلازم بينها وبين النبوّة، والتي ذكرت بعض مواردها في القرآن الكريم، كالوحي النازل على زوجة إبراهيم بالبشرى، والوحي _______________________________________ 1 ـ بحار الأنوار 90: 3، المجلسي. 2 ـ الكافي 1: 177، الكليني. 3 ـ نهج البلاغة: الخطبة 133، الشريف الرضي.