وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(457)ـ وَحْيٌ يُوحَى?(1). نقول: إذا فسّرنا الدين بهذا التفسير الواسع فإنّنا نلاحظ أنّ الدين يحتوي حينئذ على أحكام شرعية قابلة في بعض مجالاتها للتغير على أساس تغيّر الظروف، وتبدّل الموضوعات الخارجية، كما سيأتي توضيحه في الفكرة الثالثة بإذنه تعالى. وبهذا التفسير للدين يحوي الدين مبتنيات عقيديّة ورؤى فلسفية، وهذه الجنبة من الدين وإن كانت لا تقبل التغيّر بلحاظ ما تكشف عنه من واقع وجودي لا يقبل التبدّل والتغيّر، فإنّها قابلة للتغيّر في ضوء اتّساع آفاق الفكر البشري وتجدّد فهمه للدين، واكتشافه أبعاداً في الدين لم يكتشفها السابقون ولم يتعرفوا إيّاها. وهذا ما سنتحدّث عنه بشكل مفصّل في الفكرة الثالثة أيضاً. ومن هنا ندرك أنّ القول بوجود مجالات قابلة للتغير في الدين - في ضوء التفسير المتقدّم للدين - لا يعني أنّنا لا نمتلك ثوابت دينية غير قابلة للتغير والتحويل، إذ الدين قد جاء لإصلاح الوضع الإنساني في جوانبه المتغيّرة والثابتة، فلا بدّ أن يحمل جنبة ثبات وجنبة تغيّر. وبطبيعة الحال حينما نقول بتغيّر الفهم الديني فهذا لا يعني أن لا ثوابت في الفهم الديني، إذ كما أنّ الدين يحوي حقائق غير قابلة للتغير والتبديل، فكذا الفهم الديني فيه الكثير من الحقائق التي لا يمكن اعتبارها حقائق زمانية قابلة لأنّ تلغى أو تبدل، ولا يستطيع أحد أن يزعم أن لا حقائق ثابتة في فهمنا الديني، وذلك لأنّنا نجزم أنّ لبني الإنسان عقولاً تدرك بها العديد من الحقائق والمعارف، وجملة غير يسيرة من هذه الحقائق والمعارف تتطابق فيها الحقيقة الدينيّة مع الفهم البشري. _______________________________________ 1 ـ سورة النجم 2 - 4.