وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(454)ـ ومنهجية الاستنباط نفسها كانت تتطوّر وتنمو بحكم تأثّر الفقيه بما يحيط به من ظروف وما يعاصره من قضايا متنوّعة. نعم يبقى من اللازم أن نشير في هذا المجال إلى التقصيرات التي ربّما تنشأ، وقد نشأت في بعض الممارسات الفقهية، حينما يبتعد بعض الفقهاء عن تفهم مشاكل العصر، فيعجزون عن تقديم حلول لها، أو يقدمون الحلول التي يعجز الواقع عن قبولها، وبذلك يبقى المكلّف تتجاذبه من جهة رغبته في إطاعة الحكم الشرعي، ومن جهة أخرى ضغوط الواقع التي تمنعه من تحقيق رغبته في امتثال الحكم الشرعي. وعلى هذا الأساس نستشعر ضرورة أن يفكر المهتمّون بالشأن الفقهي الإسلامي في مسألة تطبيق الإسلام وفاعليّته في الحياة بالمستوى الذي يفكرون فيه في الإجابة عن أيّة قضيّة مستحدثة أو مشكلة مستجدّة، لأنّ الله تعالى لم يرد للإسلام أن يبقى أفكاراً ونظريّات في بطون الكتب والأسفار من دون أن يتجسّد في الواقع، ويشقّ طريقه إلى حياة الناس وممارساتهم اليومية. الفكرة الثانية: الثابت والمتغير في الدين والفكر الديني: يبدو من المهم جدّاً في الحديث عن الثابت والمتغيّر التفريق بين مجالين مختلفين أشدّ الاختلاف في الوقت الذي هما مترابطان أشدّ الترابط، وهذان المجالان هما: الدين أوّلاً، والفكر الديني ثانياً. ونحن إذ نقول باختلاف المجالين لأنّنا نعي أنّ الدين يختلف في كثير من سماته عن الفكر الديني، إذ الدين هو تنزيل سماوي من قبل الله سبحانه وتعالى على رسول من رسله أو نبيّ من أنبيائه، فهو على هذا الأساس يتمتّع بقدسيّة وصيانة يتوفر عليها، بحكم كون المنزل للدين هو الله تعالى الذي ينزّهه العقل السليم عن كلّ موجبات التقصير