وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(194)ـ الأرض، وأنها مقسمة إلى ثلاثمائة وستين درجة، ولكل منها مشرق يقابل في الطرف الآخر مغرباً، إذ لو كان شكل الأرض مسطحاً لما تم ذلك ولم أجد- فيما قرأت أو سمعت- من سبق الإمام عليه السلام إلى هذا الاكتشاف الباهر الذي لم يُستوعب في حينه، فادعاه الأوربيون بعد قرون. ومنه ما جاء عنه عليه السلام في تفسير قولـه تعالى: ?وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ?(1). فقال: "ظاهر وباطن الجدي تبنى عليه القبلة وبه يهتدون أهل البر والبحر لأنه لا يزول" وهذا يعني تفهم الإمام لحركة الكواكب ومعرفة أسمائها. ب- المسائل العقائدية والكلامية: اشتملت الروايات المأثورة في تفسير القرآن الكريم على كثير من مباحث العقيدة وعلم الكلام، لاسيما بعد انتهاء عصر الصحابة، وهذا يعني تطور الحياة العقلية والفكرية في بيئة الإسلام تطوراً كبيراً خصوصاً بعد تأثر تلك البيئة بانعكاسات الأفكار الجديدة التي تبنتها بشكل ملحوظ المدرسة العقلية التي رفضت المفاهيم السلفية، فكان من جملة تلك الأفكار مسائل القدم والحدوث، والجبر، والتفويض، والصفات، زيادة على المصطلحات الفلسفية التي أدخلت في التفسير كالجوهر والعرض، وما إلى ذلك من أُمور أُخرى، ولعل خير من يمثّل ذلك ما رواه البحراني في تفسيره من أن رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام قائلاً: "ما الدليل على الله ولا تذكر لي العالم، والعرض، والجوهر؟ فقال لـه: هل ركبت البحر ؟ قال: نعم، قال: عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق ؟ قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك ان ثَمَّ من ينجيك ؟ قال: نعم، قال: فإن ذلك هو الله سبحانه وتعالى: ?وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا?(2). و?وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ?(3). ________________________________ 1ـ سورة النحل: 16. 2ـ سورة الإسراء: 67. 3ـ البرهان في تفسير القرآن 1: 46، البحراني. والآية 53 من سورة النحل.