وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(190)ـ وحدته بين العقل والجهل، والإيمان والكفر، ومحاولة إثبات صحة دعوى كلّ فئة من فئات المجتمع بما تعتقده وتراه صواباً. ومن الأمثلة على ذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله في تفسير الآية الكريمة من قولـه تعالى ?وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون?(1) أنه اجتمع عند رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خمسة أديان هم اليهود، والنصارى، والدهرية والثنوية، ومشركو العرب واحتج كلّ منهم بمقالته عند الرسول صلى الله عليه وآله وادّعى الفضل فيها. فقالت اليهود: نحن نقول عزير ابن الله. وقال النصارى: نحن نقول أن المسيح ابن الله. وقالت الدهرية: نحن نقول الأشياء لابد لها وهي دائمة، وقالت الثنوية نحن نقول: النور والظلمة هما المدبران. وقال مشركوا العرب نحن نقول: أن أوثاننا آلهة. فردّ عليهم الرسول صلى الله عليه وآله بأبلغ بيان وأقوى حجّة وأبطل دعواهم وأسكتهم(2). هذا وقد بلغ أمر معاندة أهل الكتاب الرسول صلى الله عليه وآله إلى أن النصارى منهم لما أصروا على أن عيسى ابن الله، فدعاهم الرسول صلى الله عليه وآله إلى المباهلة، كما في قولـه تعالى: ?فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ?(3). فقد روى ابن كثير(ت 774 هـ) أن العاقب والطيب- وهما من أساقفة نجران - قدما على النبي صلى الله عليه وآله فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه على أن يلاعناه الغداة ثمّ أبيا بعد ذلك وأقر لـه بالخراج، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "والذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي ناراً"(4)، وروى الطبري(ت 310 هـ) في تفسير الآية المذكورة عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال: "ليت بيني وبين أهل نجران ________________________________ 1ـ سورة التوبة: 30. 2ـ البرهان في تفسير القرآن 2: 116- 120، البحراني. 3ـ آل عمران: 61. 4ـ تفسير القرآن العظيم 2: 52 ابن كثير .