وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(187)ـ والنسخ، وتعيين المبهم؛ وتبيين المجمل"(1) وهذا- في تقديري- لا يتم إلاّ بالرجوع إلى النصوص القديمة الموثقة التي حفلت بها كثير من كتب التفسير بالأثر، مثل تفسير مجاهد(ت 103 هـ)، وتفسير فرأت الكوفي(توفي في أواسط المائة الثالثة)، وتفسير الطبري(ت 310 هـ)، والعياشي(ت 320 هـ)، والطوسي(ت 460 هـ) وغيرها. ومن المفيد هنا أن نشير إلى أن اعتماد التفسير بالمأثور على النصوص القديمة المسندة قد نتج عنه أثر سلبي في وثاقته لاسيما فيما يتصل بالكونيات، والقصص، ووصف ما لم يتولَّ القرآن وصفه(2). وقد تعرض التفسير بالمأثور من جراء ذلك إلى النقد جملة وتفصيلاً؛ فعن أحمد بن حنبل: "ثلاثة أُمور ليس لها إسناد التفسير، والملاحم، والمغازي ويروى... ليس لها أصل"(3). فلو نقي التفسير بالمأثور من هذه الروايات، مع تجنب الأخذ عن غير الثقات المعروفين، واقتصر في النقل على النصوص القديمة الموثقة لكان في ذلك خدمة جليلة للقرآن الكريم نفسه، وزيادة الثقة بهذا النوع من التفسير. ثالثاً: استخلاص الحياة العقلية والفكرية من خلال المنهج. ومن خصائص المنهج الأثري أنه يمكن من خلال الروايات التفسيرية المنقولة استخلاص الحياة العقلية والفكرية للمجتمع العربي والإسلامي بحسب مراحل التفسير بالمأثور، ابتداءً من مرحلة نزول القرآن الكريم، وانتهاءً بمرحلة ما بعد العصر النبوي وكما يأتي: 1ـ أثر القرآن الكريم في استخلاص الحياة العقلية والفكرية: لما كان موضوع علم التفسير- بالمأثور وغيره- هو القرآن الكريم، لذا يحسن ________________________________ 1ـ البرهان 2: 171، الزركشي. 2ـ التعريف بالقرآن والحديث: 169، الزفاف. 3ـ مقدمة في أُصول التفسير: 9، ابن تيمية.