وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لا يرضيه إلا أن تكون على مذهبه أو تتبع ملته وبمثل هذه الحجج والاتجاهات تبقى حبال الاتصال مقطوعة وأسباب التفاهم مبتوتة. وربما غاب عن هؤلاء المعترضين أن التقارب إنما يكون بين بعيدين أو متباعدين، فلو أن الطوائف لا خلاف بينها ولا خصام لما ظهرت حاجة إلى تقريب، ولو لم تشتجر بين المسلمين أقضية عويصة وشكوك مريبة لما عقدت المؤتمرات ولا توالت التآليف والتفاسير! والحق أن الأصول المشتركة واضحة وعليها الاعتماد، كما أن دواعي التقارب والوحدة أكثر من أن تحصى، ولكن الفكر أسير للقلب، فإذا طغت في القلب نوازع الخلاف والشك انصرف الفكر إلى قضايا الخلاف وألحت عليه دواعي التأمل في الأقضية والاستغراق في التعقيدات، حتّى إذا مال القلب إلى التوحيد ونزع إلى الأمل في الوحدة والتقارب انصرف الفكر عندئذ إلى مستمسكات الوحدة ورأت بصيرة المرء اُصول المسائل وفروعها وميزت بين الأقوال التي لا يجوز الوقوف عندها، والأقوال التي لا يفيد النزاع حولها، والأقوال التي تصلح لأخذ ورد وسؤال وجواب وانصرفت بعد ذلك إلى الاُمور التي تستحق العناية والتي لا تكون بدونها ملة ولا قبلة ولا حق ولا باطل، والتي إذا اُغفلت استوى الكفر والإيمان والجنة والنار. ومن المهم هنا أن نذكر أن النزعات التي أشرنا إليها آنفا وإن كانت أحيانا ميولا فردية ومزاجا نفسيا عند بعض الأفراد إلا أن الأهم من ذلك أن عصور الانحطاط واليأس تكثر فيها نزعات الجمود ويشتد الميل إلى الشقاق ويطول فيها وقوف (الفقهاء) عند المسائل وخوض العوام في الأقاويل، حتّى إنّ الوعاظ والخطباء ليترصدون مواطن الخلاف ويبحثون عن حدود دقيقة للطوائف والفرق، يعكفون على بيانها ورسمها كما تعكف الدول اليوم على رسم حدودها، فيقال لك: إنّ قلت كذا فأنت من طائفة كذا وإن