وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يريد السائح أن يمنحوا له كل شيء جاهزاً، وأن ينزلوا له كل شيء إلى مستوى فهمه وقامته، لذلك فهو يكره تضييع الوقت. إنه يحمل أموالاً ويريد شراء كل شئ والإنتفاع من كل شيء بأقصى سرعة ممكنة، ولهذا نراه يميل إلى البرامج المضغوطة التي تستلزم بدورها إجتماع المعالم المرئية والمسموعة والتعليمية في نقاط محددة، سواء كانت متاحف، أو معابد، أو قصوراً، أو ساحات عامة. حيثما وجد السائح تتبدل رقصات المعابد إلى دبكات ملاهي، وتنقلب مراسم الشرف السرية إلى عربدة سيرك، وتتحول المعابد والمساجد إلى أسواق موسمية صاخبة، ويهبط خشوع الزائر وخضوعه إلى سقف التطلع والفضول، ويمسخ شوق الإعتزال والخلوات إلى تفجير للملذات. السبب في أن المدراء والمسؤولين لايخشون من السياحة، بل على العكس تماماً، يشمرون عن سواعدهم لتشجيعها وإشاعتها وتكريسها، هو أنهم غالباً ما يكونون بدورهم من العامة" (شايكان، 1977، ص ص 83 – 85). هكذا تقف السياحة اليوم على بعد مسافة شاسعة من شكلها التأريخي الأصيل. ورغم أن الحضارة الغربية ترى نفسها مدينة في قسم كبير من هيمنتها العالمية لدور السياحة الصانعة للحضارة، ولكن في أطوار لاحقة، يمنح هذا الأداء السياحي المدهش مكانه لتكريس هيمنة الغرب والثقافة الغربية على العالم بأسره. والمرد الأساس لهذا الإنحراف الجذري في مسار خلق وتطوير الحضارات الإنسانية، هو سيطرة الطابع العامي على البشر، وانبثاق المجتمع العام تبعاً لذلك، ثم الثقافة العامة، ثم الإتصالات العامة، فوسائل الإعلام العامة، والسياحة العامة طبعاً كهدية فريدة تقدمها الحضارة الغربية للإنسان المعاصر. سواء تحرك بنو البشر اليوم داخل أراضيهم، أو تخطوا الحدود الوضعية إلى مناطق أخرى، فهم يسافرون بحوافز مختلفة. كما إن مضيِّفيهم يستقبلونهم بدوافع ومحفزات مختلفة أيضاً. ويمكن تلخيص هذه المحفزات بأربع مجاميع عامة هي المحفزات النفسية والإقتصادية والعلمية والإتصالية. وفي مناخ الثقافة العامة وشيوع السياحة العامة، تختزل كل هذه الأنشطة والحوافز بكل تنوعاتها وألوانها البارزة في أساليب السياحة وأنماطها، تختزل في نهاية المطاف لكيلا تفضي إلى شئ سوى تكريس الهيمنة العالمية لثقافة واقتصاد الحضارة الرأسمالية الغربية ولإنجاز ما سميناه " عملية العولمة " طبعاً. المزيد من تفاصيل هذا السياق أوردناه في المخطط رقم (1) في الصفحة التالية: