الغربي"( 1) وقاعدة لانطلاق الحـوار الثقافي بين الشرق والغرب. إنه يدرس انعكاسات الفلسفة الغربية في الشرق وكذلك الرؤى الفلسفية الشرقية في الغرب، ويبحث نظريات علماء مثل فردريك نيتشه(2 ) وجاكيوس دريدا(3 ) وجان غالتونك(4 ) إلى جانب وجهات نظر بهسكار(5 ). إن اهتمام المحققين لم يقتصر على مسألة وجود عولمات متوازية بل تعداه إلى وجود نزعات عالمية متباينة تختلف عن العولمة الغربية، بل ربما تشكل خطراً على أمن العولمة الغربية. أما رازموسن (2002) فيتناول بالبحث في مقال له يحمل عنوان "العولمة توازي الإغتيال: الأمن والعولمة في 11 أيلول"(6 )، ثلاثة مفاهيم هي؛ العالمية والعولمة والنزعة العالمية التي بيَّنها آلريتش بيك. إنه يرى أن هذا الهجوم يكشف عن ظهور "عالمية" جديدة تمهد لاحتمال تدخل مجاميع من العالم الثالث في الشؤون الأمنية للغرب. وبحسب رازمواسن فإن العلاقة بين الحادي عشر من أيلول وبين العولمة تميط اللثام عن حقيقة أن الظروف الأمنية الجديدة هي عين ظروف "ما بعد الحرب الباردة"(7 )، أي الظروف التي سادت العالم في عقد التسعينات. في الحقيقة أن حادث الحادي عشر من أيلول خلق نوعاً جديداً من "وجود غير آمن" يفصح وفقاً لمعيار عالمي عن بروز تهديدات ومخاطر جديدة بصفتها قوة جادة معادية للغرب. وانطلاقاً من وجهة نظر رازموسن، فإن "النزعة العالمية" اتخذت في إطار ثلاثة ميول رئيسة ومهمة؛ أي "النزعة الخاصة" و"الإمبريالية" و"مذهب العالم الوطني"، بعداً أكثر جدية بعد حادث الحادي عشر من أيلول. نعم، من زاوية رازموسن؛ يعد الحادي عشر من أيلول عاملاً مهماً قاد إلى إماطة اللثام عن وجود رؤى غير آمنة ضد العالم الغربي. ورغم أن أبعاد وكيفية وقوع حادث الحادي عشر من أيلول لا يزال الغموض يكتنفها ومن هم المرتكبين لتلك الأحداث لكنه يبدو أن الأنظمة الأمنية الغربية حاولت فك لغز جوهر العالم الإسلامي من خلال حادث الحادي عشر من أيلول. مثل هذه الرؤى، يمكن أن تكون قاعدة تنطلق منها لمواجهات جادة بين الغرب والشرق. هنا من الضروري وقبل الخوض في العلاقة بين العولمة والدين، دراسة العلاقة بين العولمة والغرب كي نبحث تأثيرات العولمة سواءً بصفتها كمحصلة أم باعتبارها مسيرة لغربنة العالم. 2_ العولمة والغرب: الحداثة المضخَّمة لقد ظهر نمط العلاقة التي كانت قائمة في مرحلة الحداثة مع الغرب، نفسه تقريباً في مجال العلاقة بين العولمة مع الغرب، وفي الحقيقة يعتبر الغرب "مهد الحداثة والعولمة" وهذه العلاقة توفر للغرب آفاقاً واسعة جداً بحيث تمهد له فيه إمكانات جمة للنمو والاتساع انطلاقاً من