وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الشمولية"(1 ) ومعصبي "النزعة الحصرية"(2 ) ما زالوا يسجلون حضورهم القوي والجاد ضمن دائرة النخبة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. على العكس من ذلك، يلاحظ على صعيد النخبة ضمن الإطار العام أو الثقافة العامة نوع من التحرر من التعصب القومي والعرقي وحتى الديني من جهة، ومن جهة أخرى نوع من الإهتمام بالقيم العامة والفطرية للمجتمع البشري حيث يجري إحياؤها. وتلاحظ نماذج هذه القيم المتجسدة في طلب العدالة والنوازع الإنسانية بوضوح في التجمعات والتظاهرات والاعتصامـات المسيحية الكبيرة المحتجة على حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني وكذلك الاحتجاج على العمل العسكري الأميركي ضد العراق. بينما تجلى هذا الشعور في العالم الإسلامي وبشكل واسع أيضاً في إدانة العمل الإرهابي ضد برجي نيويورك ما يعكس انتشـاراً لهذا الشعور العالمي والعام، كما أن تبلور المجاميع الإجتماعية المختلفـة في الحفاظ على البيئة، وحمايـة الأطفال المتخلفين عقلياً، وحماية الفقراء والمساكين، ونبذ الكحول، وحماية كيان العائلة و.. تمثل بعداً آخر لتبلور القيم الفطرية على صعيد العالم. على هذا الأساس وخلافاً لما ذهب إليه صاموئيل هانتيغتون، يرى كاتب المقال أن الوسط العام ليس هو ساحة الصراع والتحدي بين الحضارات بل يعتبر هذا التحدي مسيرة يتم التحكم فيها من قبل النخبة السياسية والإقتصادية والثقافية. هذا التحدي القائم على فكرة "النزعة الشمولية"(3 ) المحورية وكذلك وجهة النظر الضيقة "النزعة الحصرية"(4 )، قاد إلى تزايد المتضادات والتناقضات والتصادمات وبالتالي الحروب الكبيرة التي شهدها مطلع القرن الحادي والعشرين. حظيت العلاقة بين العولمة والدين باهتمام علماء الاجتماع ومفكري العلوم السياسية وكثير من المتحدثين (بير 1990، 1994، 1998، 2001_ ترنر 1995_ روبرتسون 1991، 1992، 1994_ عاملي 2000، 2002_ فيلرستون 1995). ويمكن مطالعة العلاقة بين العولمة وبين الدين بأساليب ومناهج متعددة، فعلاقة العولمة بالمعارف الإلهية، والعولمة وآثارها على الهوية الدينية، والتمسك بالدين، والطقوس والمناسك الدينية، والإيمان الديني تمثل أبعاداً مهمة في هذا الشأن يمكن تناولها بالبحث ومناقشتها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ثمة مواضيع معمقة ورئيسة تتصل بالعلاقة بين العولمة والدين ويمكن دراستها أيضاً مثل علاقة العولمة والقيادة الدينية، والعولمة وهيمنة الدين وكذلك آثار العولمة على الأجواء الدينية. إن من بين المواضيع التي يمكن دراستها بشأن العلاقة بين العولمة والدين؛ "العلاقة بين العولمة والإتجاهات السائدة في العالمين الغربي والشرقي" وهو ما سيهتم به المقال. على هذا الأساس سيتم البحث في العلاقة بين الغربنة والشرقنة أو العلاقة بين العالم الغربي والإسلام، سيما التطورات