[ 53 ] [ ما لانسان من الموت نجا * كل امرء لا بد يأتيه الفنا ] [ تبارك الله وسبحانه * لكل شئ آخر وانتها ] [ يقدر الانسان في نفسه * شيئا ويأباه عليه القضا ] [ لا تأمن الايام في مكرها * لكل شئ مدة وانقضا ] [ فبينما الانسان في غفلة * يمشي وقد حل عليه القضا ] قال الراوي: وانصرف الملعون، فبقي شبيب بن بحرة التميمي، فقال له: هل لك في المعونة على قتل علي بن أبي طالب لنحوز من الله الثواب ؟ فقال له شبيب: ويلك وأنى لك بذلك ؟ فقال: نكمن له في بعض صلاته ونضربه ضربة رجل واحد، فإن نحن قتلناه شفينا غل صدورنا منه، وإن كانت الاخرى كنا كمن مضى من قبلنا من أهل الخير والصلاح، فقال له: قد عرفت بلاءه في الاسلام وسابقته مع ابن عمه رسول الله، وما أجد نفسي تجيبني إلى ذلك أبدا. فما زال به حتى أجابه، قال: فأخبر قطام بذلك، فبعثت إلى بعض أقاربها فدعته إلى مساعدة ابن ملجم، فغدوا جميعا إلى الاشعث بن قيس، وأبدوا إليه ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين، فواطأهم على ذلك، فلما كانت الليلة التاسعة عشر من شهر رمضان، أتى (ع) بعد أن صلى المغرب وما شاء من النفل ليفطر، وكان سلام الله عليه يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن جعفر، ولا يزيد على ثلاث لقم، وكان يقول: أرجو أن ألقى الله وأنا خميص الحشى، فقدمت إليه ابنته أم كلثوم قرصين من شعير وقصعة فيها لبن وجريش ملح، فقال (ع): قدمت إلى أدامين في طبق واحد، وقد علمت أنني متبعا ما كان يصنع ابن عمي رسول الله، ما قدم إليه أدامان على طبق واحد حتى قبضه الله إليه مكرما، ارفعي أحدهما فإن من طاب مطعمه ومشربه طال وقوفه بين يدي الله يوم القيامة، ثم أكل قليلا وحمد الله كثيرا وأخذ في الصلاة والدعاء إلى أن غفت عيناه، فاستيقظ وقال: رأيت النبي فشكوت إليه ما أنا فيه من التبلد بهذه ________________________________________