[ 43 ] عشر ألف، وأمروا فيهم عبد الله بن الكوا، فأرسل لهم أمير المؤمنين عبد الله بن العباس، فقالوا: ليخرج علي بنفسه لعله يزيل ما بأنفسنا، فخرج لهم أمير المؤمنين بنفسه، وبرز عبد الله بن الكوا في عشرة رجال وقال: يا أمير المؤمنين أنا آمن سيفك قال: نعم، قال له: يا عبد الله عما نذر الحرب عن معاوية ؟ فقال: برفع المصاحف على رؤوس الاسنة وأمر الحكمين، قال: ألم أقل لكم إنها خدعة فناجزوهم فأبيتم، وأردت أن أنصب لكم ابن عمي عبد الله بن العباس فإنه لا ينخدع، فألحيتم في أبي موسى الاشعري، فأجبتكم كارها، ولو وجدت أعوانا دونكم لما أجبتكم، ألم أشترط على الحكمين بمسمعكم أن يحكما بما أنزل الله في كتابه المجيد من فاتحته إلى خاتمته وإن لم يفعلا فلا طاعة لهما ؟ قال ابن الكوا: صدقت قد كان هذا كله فلا ترجع إلى حربه، قال (ع) حتى تنقضي المدة بيننا، قال ابن الكوا: فأنت مجمع عليه، قال (ع): لا يسعني غيره. فرجع ابن الكوا والعشرة الذين كانوا معه عن رأي الخوارج، ولحق بأمير المؤمنين، وتفرق القوم عنه واجتمعوا إلى عبد الله بن وهب الراسي وذي الثدية، وأمروهما وعسكروا بالنهروان، وخرج أمير المؤمنين (ع) وعسكر على فرسخين، وبعث لهم عبد الله بن العباس، فقال لهم: ما الذي نقمتم على علي ؟ قالوا: أشياء كثيرة لو كان حاضرا لكفرناه بها، فأبلغ علي (ع) مقالتهم، فأتاهم وقال: أيها الناس أنا علي بن أبي طالب فتكلموا بما نقمتم علي، قالوا: نقمنا عليك أنك أبحتنا بعد قتال أهل البصرة في العسكر، ومنعتنا أسر النساء والذرية، فإن كانوا كفارا فهلا أحللته لنا، وإن كانوا مسلمين فقتالهم وسلبهم علينا حرام ؟ فقال لهم (ع): أهل البصرة بدؤنا بالقتال فحل لنا قتالهم، ولنا سلب من قتلناه، والنساء لم يقاتلن والذرية على الفطرة، وقد رأيت رسول الله من على المشركين، أفلا تمنوا على المسلمين بأن لا تسلبوا نساءهم وذريتهم ؟ فقال قوم منهم: لا تخاصموا قريشا، فإن الله قال: (بل ________________________________________