[ 35 ] في وفاته (ع) الحمد لله عز شأنه، وأشكره بما عمني من فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله أنى ينتهي أمده أو يحد مكانه، وأشهد أن محمدا (ص) عبده رسوله، أرسله والكفر جاش قد ارتفع بنيانه، فأيده بأمير المؤمنين (ع) حتى هد شامخه، وتداعت أركانه، صلى الله وسلم عليهما وعلى ذريتهما الاكرمين، ما اتضح الصباح وامتد لسانه. أما بعد فهذه كلمات يسيرة قد اقتصرت عليها من الوفاة الكبيرة لئلا يسأم السامعون، وينام الحاضرون ويذم الطامعون فيعرضون، فأقول والله الموفق: سبق صلوات الله وسلامه عليه كل سابق، وأردف خلفه كل ملاحق، غرس في فجاج قلوب أبت الهدى غرائس الاحزان حتى نتجت له نتائج الحسد والعدوان، فدعوه عن رتبته ودفعوه عن منزلته، فمضى الاول بضغينته، ومضى الثاني بجفاه وإهانته لشيعته، وأفحش الثالث في نوبته، وأشنع فيما ارتكبه من نكره وخطيئته، حتى اجتمع المهاجرون والانصار على قتله تقربا لله ورغبة في طاعة الله، فلم تزل المرأة تحرضهم على ذلك وتستحثهم عليه فتقول: اقتلوا نعثلا قتله الله فقد كفر، فلما قتل اجتمعوا على مبايعة أمير المؤمنين (ع) فأبى، وترددوا عليه مرارا حتى أجابهم على شروط شرطها عليهم، منها المساومات في العطاء، وأن القوي والضعيف سواء، يأخذ الحق للضعيف من القوي، فأول ________________________________________