[ 26 ] سيفين واصطحب معه ابنه الحسين (ع)، وعمار بن ياسر، والفضل بن العباس، وعبد الله بن جعفر حتى وافى القرية، فوجه ابنه الحسين (ع) إلى الاشجع يسأله المسير إلى أمير المؤمنين (ع) فأتاه الحسين وقال له: أجب أمير المؤمنين فقال الاشجع: ومن أمير المؤمنين ؟ فقال له الحسين: على بن ابى طالب، فقال له الاشجع: انا اعرف أمير المومنين ابا بكر وقد خلفته، فقال الحسين: أجب على بن أبي طالب فقال: أنا سلطان، وعلي بن أبي طالب من العوام والحاجة له، فليسير إلي، فقال له الحسين (ع): ويلك أيكون أبي من العوام وأنت سلطان ؟ فقال: أجل لان أباك بايع أبي بكر كرها ونحن بايعناه طائعين وكنا له غير كارهين، وشتان بيننا وبينه. فأعلم الحسين (ع) أباه بمقالة الاشجع، فالتفت أمير المؤمنين (ع) إلى عمار بن ياسر وقال له: يا أبا اليقظان سر إليه، وألطف له المقال، واسأله أن يصير إلينا، فأنا كتاب الله يؤتى إليه ولا يأتي. فسار له عمار وألطف له القول، فانتهر عمارا وأفحش له في المقال، فوضع عمار حمائل سيفه في عنقه، ومد يده إلى السيف، فقيل لامير المؤمنين أدرك عمار، فوجه أمير المؤمنين (ع) أصحابه وقال لهم: صيروا به إلي، وكان مع الاشجع ثلاثون فارسا، فلما وصل أصحاب أمير المؤمنين (ع) قالوا له: ويلك هذا علي بن أبي طالب قتلك وقتل أصحابك عنده دون النطفة، فسكت أصحابه جزعا، فلما أتوا به إلى أمير المؤمنين قال: لا تعجلوا عليه، فإن العجلة بالطيش لا تقوم بها حدود الله وبراهينه، ثم التفت إليه وقال: يا ويلك بما استحللت ما أخذت من أهل البيت، وما دليلك على ذلك ؟ فقال الاشجع: وأنت بما استحللت قتل هذا الخلق في كل حق وباطل وان مرضاة صاحبي أبي بكر أحب إلي من اتباع مرافقتك. فقال أمير المؤمنين: ايه عليك، ما أعرف لنفسي عندك ذنبا إلا قتل أخيك بهوازن، وليس بمثل هذا تطلب الثارات، قبحك الله وترحك. فقال الاشجع: بل قبحك وبتر عمرك، فإن حسدك للخلفاء لا يزال بك حتى يوردك موارد الهلكة والمعاطب، وبغيك على الخلفاء يقصر بك مرادهم. فغضب ________________________________________