[ 24 ] محسنا، وجمعت جمعا كثيرا لا مكاثرة لعلي ولكن ليشتد بهم قلبي، وجئت واستخرجته من بيته مكرها مغصوبا، وسقته للبيعة سوقا حثيثا وإني لاعلم علما يقينا لو اجتهد من على الارض على قهره ما قهرناه، ولكن لهنات في نفسي أعلمها ولا أقولها، وقام أبو فضيل ومن بحضرته يهزؤون بعلي فقال علي: يا عمر أتريد أن أعجل لك ما أخرته عنك ؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، فسمعني خالد وأسر إلى أبي بكر، فقال أبو بكر عند ذلك ما لي ولك يا عمر ثلاث مرات، فقمت أنا وأبو فضيل وعثمان وأنا أقول: جزى الله عليا خيرا، لم يمنعك البيعة. فوثب جندب بن جنادة وهو يقول: والله يا عدو الله ما بايع علي عتيقا، وكلما لقينا قوما نخبرهم أن عليا بايع وأبو ذر يقول: والله ما بايع، فمن دخل يا معاوية بعلي واستثار أحقاده السالفة غيري، وأما أنت وأبوك وأبو سفيان وأخوك عتبة، فإني أعرف منكم في تكذيبكم لمحمد في جبل حرى لقوله: إنكم لم تسلموا طوعا، وإنما أسلمتم كرها. فجعلكم طلقاء، حتى قال أبوك لمحمد: والله يا ابن أبي كبشة لاملانها عليك خيلا ورجالا، وأحول بينك وبين هذه الاعواد، وكان محمد يظهر للناس أن لا يعلوها غيره وغير علي ومن يليه من أهل بيته، فبطل سحره وخاب سعيه، وعلاها أبو بكر وعلوتها بعده، وإني لارجو أن تكون لبني أمية عيدان اطنابها فمن ذلك وليتك وخالفت قوله فيكم وما أبالي من تأليف شعره ونثره إذ قال يوحي إلي (والشجرة الملعونة في القرآن) (1) فزعم بها أنتم، وأنا مع تذكيري إياك يا معاوية وشرحي لك، ناصح ومشفق عليك فيما أوصيتك به ومكنتك من شريعة محمد وأمته، أن تبدي لهم مطالبة بضغن أو شماتة بموت، ولا تنقض فرضا، ولا تغير لمحمد سنة فتفسد علينا الامة، بل خذهم من مأمنهم واقتلهم بأيديهم وتوصل إلى قتلهم برئيسهم، واعف عنهم يطيعوك ويحبوك. فما آمن علينا وعليك من ثورة علي وشبليه الحسن والحسين فإن أمكنك في عدة من الامة، فبادر ولا تقنع بصغار * (هامش ص 24) (1) سورة الاسراء، الآية: 60. * ________________________________________