وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 68 ] ولعل السر في ذلك هو: ان الحارث، وان كان قد نقض الجوار، الذي قد يقال: انه يعني الالتزام بعدم الاعتداء، حفظا للجوار، مع ان البعض كالزهري، وبني مرة ينكرون ان يكون الحارث قد فعل ذلك، ويصرون على انه لم يحضر حرب الخندق الا ان عيينة قد زاد على ما فعله الحارث: انه لم يحفظ الجميل، بل جازى الاحسان إليه بالاساءة، ولكنها اساءة جاءت على درجة كبيرة من القبح، لانها تضمنت خروجا على كل الاعراف، والقيم، وحتى اعراف الجاهلية. فقد تقدم ان النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم كان قد سمح لعيينة، حينما اجدبت ارضه: ان يرعى في منطقة نفوذ وسيطرة وحاكمية الرسول صلى الله عليه واله وسلم، لينقذهم من الخطر الذي يتهددهم، ويساعدهم على التغلب على المشكلة الحياتية التي يعانون منها، رغم انهم كانوا يختلفون معه (صلى الله عليه واله)، من جهة انهم كانوا على شركهم وضلالهم. ففعل (صلى الله عليه واله) ذلك من دون اي مقابل، ودون ان يسجل لنفسه اي امتياز وقد عرف عن العرب انهم يعتزون ببعض المعاني التي يرون فيها شيئا من القيمة، مثل: حسن الجوار، وحفظ الجوار، والوفاء بالعهد، ومقابلة الاحسان بمثله. ويعتبرون ذلك هو الرصيد الذي يؤهلهم لاحتلال مواقع اجتماعية متميزة، حتى إذا ما تبين لهم ان احدا لا يملك شيئا من هذا الرصيد، فانه يبوء بذل العمر، وعار الدهر، وهو عندهم ساقط ومرذول، أو هكذا زعموا ولكن الامور عند هؤلاء الناس قد انعكست الآن، حيث اصبح العداء للاسلام ولنبي السلام هو العمل الصالح عندهم الذي يبيح لهم كل محرم، وتتهاوى وتسقط معه كل قيمهم ومثلهم، التي يعتزون بها، ________________________________________