وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 355 ] في مسيرته الظافرة نحو الحياة الحقيقية * (وإن الدار الاخرة لهي الحيوان) * (1)، حيث إن بها يبلغ الانسان مرحلة كماله. وفيها تتساقط الحجب المادية المانعة من الاحساس بالامور إحساسا واقعيا وحقيقيا وعميقا. ب: إن الكلمة المروية عن الامام الحسين (عليه السلام) قد اعتبرت أن الموت بمثابة قلادة على جيد الفتاة، ومعنى ذلك هو: أن الموت هو زينة للحياة ويزيد في بهجتها، ويعطيها رونقا، وبهاء وجمالا، وبدونه تكونه باهتة خافتة تماما كما هو الحال بالنسبة للقلادة التي تزيد في بهجة وبهاء وجمال الفتاة، وتوجب انشداد الانظار إليها، وتعلق النفوس بها. ولاجل هذا المعنى جعلها على جيد (فتاة) وليس (المرأة). فإن الفتاة هي التي تميل إليها نفوس الطالبين، وتكون موضعا لتنافس المتنافسين. كما أننا نلاحظ: أنه لم يستعمل كلمة (عنق) هنا وإنما اختار كلمة (جيد) الذي هو من الجودة، وهو تعبير مريح للنفس أيضا، ومثير لكثير من المعاني اللذيذة في أعماقها. فالموت زينة الحياة، وبهجتها، حينما يثير في الانسان طموحه، إلى ما هو أبعد وأوسع وأعلى وأغلى، ويشد روحه وعقله إلى الافاق الرحبة، وملاحقة أسرار الكون وخفاياه، وحقائقه ودقائقه ومزاياه، من أجل أن يسخر كل ما في الوجود ويستفيد من كل ما تصل إليه يده في مجال إبعاد الشفاء والعناء، ومساعدته على بلوغه مدارج الكمال، ووصوله إلى أهدافه السامية، وتحقيقه مثله العليا، الامر الذي يحتم عليه التزام الفضائل، والتعالى عن الموبقات والرذائل. ________________________________________ (1) العنكبوت: 64. (*) ________________________________________