وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 329 ] المنقول. لا يبر الاقدام على هذا التصرف، ولو بهذا المقدار، فإن حلال محمد (صلى الله عليه وآله) حلال إلى يوم القيامة وحرامه كذلك. 5 - وأخيرا.. فيجب أن لا ننسى أن هذه ليست هي المرة الاولى التي يقدم فيها الخليفة على مثل ذلك، فلقد أقدم هو واللذان سبقاه، وتبعهم من جاء بعدهم من الامويين وغيرهم على تغيير الكثير من أحكام الشرع، وحقائق الدين، أو تحريفها، وكان رأيهم كالشرع المتبع. وقد ذكرنا بعض ما يرتبط بهذا الموضوع الخطر والهام في كتابنا: الحياة السياسية للامام الحسن (عليه السلام) في عهد الرسول والخلفاء الثلاثة بعده، فليراجعه من أراد. اللعن رفض وإدانة: وسواء ثبت لدينا: أن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قد لعن رعلا وذكوانا، وبني لحيان، ومضر إلخ. أم لا، فإن لعنه لبعض الناس، ثابت لا ريب فيه. وليس ذلك لاجل أن اللعن سلاح العاجز، الذي لا يجد حيلة للتعبير عن مشاعره الثائرة إلا ذلك، إذ أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن لينطلق في مواقفه كلها من حالة إنفعالية طاغية، ومن إندفاع عاطفي غير مسؤول، بهدف التنفيس عن حقد دفين، وإنسياقا مع إنفعالات طائشة. وإنما يريد (صلى الله عليه وآله) أن يلقن الناس جميعا عن طريق الشعور واللاشعور ويؤدبهم، ويعلمهم: أن الاعتداء على الابرياء، والغدر، والخيانة، ونقض المواثيق والذمم، وكذلك جميع أشكال الانحراف وأنحائه. إن كل ذلك مرفوض جملة وتفصيلا، ولا بد من تربية الوجدان على الاحساس بقبحه ورذالته ليصبح النفور منه، والابتعاد عنه بصورة عفوية حالة طبيعية، وواقعية ذات جذور ممتدة في أعماق الانسان، وفي صميم ذاته. (*) ________________________________________